لماذا يفشل بعض المترجمين المستقلين؟
ترجمة: سارة القحطاني
تدقيق: رحمة عبدالرحيم
مدة القراءة: 6 دقائق
(بتصرف)
أنا لست شخصًا جيدًا في إسداء النصائح بصرامة ولكنني سأجرب. أعمل على تقديم دورتي التدريبية على الإنترنت للمترجمين المبتدئين بعنوان (الترويج الجريء للذات)، وعند متابعتي لطلابي الذين أنهوا الدورة على مر الشهور والسنوات، أو عند التحدث عمومًا مع المترجمين الطموحين المبتدئين أرى أن بعضهم نجح وأصبح مترجمًا مستقلًا، والبعض الآخر لم ينجح، لذا سوف أسدي نصيحةً للطلاب وللمستجدين في عالم الترجمة، وهي عبارة عن سرد لبعض الأخطاء التي من الممكن أن تسبب مشاكل جسيمة للأشخاص في مرحلة الانطلاق للعمل كمترجم مستقل، وأنا على يقين بأن لدى القراء نصائح وقصصًا رائعة أيضًا، لذا لا تترددوا في مشاركتها.
توقع العائد الكثير بجهدٍ تسويقي قليل:
تصلني العديد من الاستفسارات من المترجمين المستقلين المبتدئين المحبطين جدًا لأنهم قدموا طلبًا للوظيفة في أكثر من ٣٠ شركة للترجمة ولم يحالفهم الحظ، وأعلم بأنني قلت هذا (مئات) المرات ولكني سأقوله مجددًا: قدمتُ طلبًا للوظيفة في أكثرِ من ٤٠٠ شركةٍ للترجمة خلال سنتي الأولى في العمل المستقل، ثم أرسلت لكل شركة ردت بالإيجاب ملاحظة مكتوبة بخط اليد مرفقة ببطاقة عمل، شاكرةً لهم ردهم، ولأخبرهم بأنني أتطلع إلى العمل معهم مستقبلًا.
توقع أن تكون مرحلة البداية أقصر:
أعتقد أن الحد الأدنى المتوقع لمرحلة البداية هو ستة أشهر: شهران للبحث عن عمل، وشهران لإنجاز العمل، وشهران لقبض الأجر. وربما تكون مدة عامٍ كامل واقعيةً أكثر لأن أغلب المترجمين المستقلين يبلغون "سرعة الانطلاق" بعد ثلاث سنوات تقريبًا.
امتلاك مهارات لغوية ضعيفة:
كما كرّرت الكاتبة كريس ديربن -مؤلفة كتاب "المترجم المزدهر"-: من الصعب تطوير الكفاءة اللغوية والثقافية التي يحتاجها المترجم دون قضاء ما لا يقل عن عام في بلد اللغة المصدر، وعليك ألا تقضي أوقاتك مع متحدثي اللغة الهدف خلال تواجدك هناك!
عدم الرغبة في الظهور:
أتفهم موقفك، فأنت لا تجيد التعامل مع الغرباء، ولا تريد أن يجد أصدقاؤك السابقين المخيفين عنوانك على الإنترنت وغيره، ولكن الحقيقة المجردة في العمل المستقل هي أنه لن يوظفك أحد إذا لم يستطع العثور عليك، ولن يسلمك أي عمل إذا لم يعرف من أنت. لذا يجب عليك التوقف عن الاختباء سواءً بالظهور شخصيًا، أو على مواقع التواصل، أو الإثنين معاً.
الاكتفاء بعمل ممل منخفض التكلفة:
هذا قاسٍ جداً؛ حيث لا يرضى معظم المترجمين المبتدئين أن يتقاضوا أجورًا زهيدة في بداياتهم، ولكن بما أن العمل أفضل من البقاء عاطلًا فعليك أن تبدأ من أي مكان لتقتحم صناعة الترجمة. ويتصور العديد من المترجمين المستقلين المبتدئين بأنهم سينتقلون للعمل مع عملاء يدفعون لهم أجورًا عالية خلال أشهر أو سنوات قليلة، ولكن إن كنت تستغرق ١٠ ساعات ٍ في الترجمة يوميًا لتتمكن من تسديد الفواتير؛ فمن الصعب أن تجد الوقت الكافي لتحقيق ذلك! وبالتالي فأنت مضطر للاكتفاء والاستمرار مع نفس العملاء والذين يدفعون لك أجرًا زهيدًا.
إنكار مقدار العمل الذي يجب إنجازه كمترجم مستقل:
يقول شخصٌ حكيم يعمل عملًا مستقلًا بأن كونك رائد أعمال يعني أن تعمل لمدة ٦٠ ساعة أسبوعيًا لنفسك حتى لا تضطر للعمل ٤٠ ساعة أسبوعيًا لغيرك. وجوهر هذه المقولة صحيح رغم أني أوصي وبشدة بتجنب العمل الإضافي الدائم. وقد قدمت مؤخراً محاضرة عن النشر الذاتي وبعد المحاضرة علق العديد من الحاضرين بأن الفكرة مثيرة للاهتمام ولكنها تعني أيضًا "الكثير من العمل" نعم! إنه عمل كثير، ولكنني أريد الاستفادة من عائده بدلًا من ملئه في جيب ناشر، وهذا ينطبق على العمل كمترجم مستقل فهو عبارة عن الكثير من العمل! هل قلتُ بأنه عبارة عن الكثير من العمل؟ نعم، ولكنه يستحق كل هذا العناء، فهو يمنحك القدرة على اتخاذ قراراتك وتحمل المسؤولية من أجل مستقبلك.
والسؤال موجه لكم قرائنا الحكماء! لماذا باعتقادكم يفشل بعض المترجمين المبتدئين؟
المصدر:
https://www.trainingfortranslators.com/2013/03/12/why-do-some-freelance-translators-fail/
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
Heba
منصة باشنورز
منصة باشنورز
منصة باشنورز