فائدة أدوات الحاسوب المساعدة للمترجم (CAT tools)

ترجمة: نورة القبيلي

تدقيق: رحمة عبدالرحيم

مدة القراءة: 6 دقائق

أُلاحظ استخدام الكثير من الناس لأدوات الحاسوب المساعدة للمترجم والمعروفة باسم (CAT tools)  في ترجمة النصوص المتكررة فقط، وهو الغرض الذي استحدثت من أجله هذه الأدوات بالتأكيد. ولكن هذه الأدوات بنسختها الحديثة تحمل الكثير من المزايا التي تجعلنا نعيد النظر لاستخدامها في ترجمة النصوص غير المتكررة أيضًا.

 

فيما يلي بعض أسباب استخدامي لهذه الأدوات في ترجمة أغلب النصوص وحتى الإبداعية منها:

 

مخزن المصطلحات

من الجيد أن يزودك العميل بمسرد مصطلحات، ولكنني لا أحبذ التردد على مسارد المصطلحات أثناء الترجمة؛ وخصوصاً عندما يصبح لديك أكثر من مسرد (وهذا أمرٌ نادر من واقع خبرتي). أما إذا قمت باستيراد مسرد المصطلحات إلى الأداة الحاسوبية المساعدة في الترجمة فسيتم تنبيهك في حال تكرار أحد المصطلحات وبالتالي سيكون بإمكانك إدراجه بسهولة في ترجمتك، بالإضافة إلى أنه يمكنك تحرير أو إضافة مصطلحات جديدة للمسارد بسهولة.

 

تحقيق الاتساق

الاتساق في النصوص مهم جدًا حتى وإن لم تكن النصوص متكررة. وتتيح لك خاصية "بحث التوافق" الموجودة في الأدوات المساعدة البحث عن عبارات أو كلمات في ذاكرة الترجمة (TM) لتمكنك من التحقق من كيفية ترجمتها من خلال الترجمات السابقة. وهي مفيدةٌ جدًا، خاصةً في حال لم تنشئ المسرد (بعد).

 

ضبط الجودة

توفر أدوات الحاسوب المساعدة للمترجم في وقتنا الحالي المزيد من الخيارات التي تساعد في ضبط الجودة؛ حيث تمكنك هذه الميزة من التحقق من ترجمتك بواسطة عدة خيارات، منها: الاستخدام الصحيح لعلامات الترقيم وتحويل الأرقام والعلامات واتساق المصطلحات. وفي الغالب، إن كنت تخطئ – مثلي- في كتابة الأرقام (مثل كتابة رقم السنة 1956 بدلاً من 1965)، فليس عليك أن تقلق بشأن ذلك بعد الآن لأن هذه الأدوات ستقوم بتنبيهك إن كان لديك خطأً ما.

 

مادة مرجعية

هل سبق وكُلفت بمهمة ترجمة ٢٠٠ كلمة، مرفقةً مع حوالي عشرة ملفات مرجعية مختلفة ما بين أحادية اللغة وثنائيتها واستغرقت وقتاً طويلاً في العمل على هذه الملفات كما لو أنك قمت بترجمة النص كاملاً؟ أنا جربت ذلك... توفر الأدوات الحاسوبية المساعدة للمترجم خيارات المحاذاة وطرقًا لتصدير الملفات المرجعية التي سوف تساعدك بكفاءة في البحث عن المعلومات التي تحتاجها خلال عملية الترجمة.

 

تنسيق النص

 يفضّل العملاء أن تقدم لهم النص المترجم سواءً كان بصيغة برنامج وورد  (Word)أو باوربوينت بريزنتيشن (PowerPoint presentation) في نفس تنسيق النص الأصلي. عند استخدامك لأدوات الحاسوب المساعدة للمترجم فلا داعي للتنسيق؛ كل ما عليك هو أن تركز على ترجمة النص فقط وعند انتهائك يمكنك تصدير النص المترجم بالتنسيق ذاته. وقد وجدت ذلك مفيدًا وخصوصًا في برنامج باوربوينت بريزينتيشن الذي يحوي رسومًا بيانية ومربعات نصوص، فمع هذه الأدوات كل ما عليك فعله بعد تصدير الترجمة، مراجعة شرائح العرض للتحقق من مناسبة النص للمربع و ضبط حجمه إذا لزم الأمر، بدلاً من تحرير كل مربع نص على حدة لإدخال الترجمة.

 

الاحتفاظ بنسخة احتياطية

توفر لك أدوات الحاسوب المساعدة للمترجم نسخة احتياطية لترجماتك دائمًا؛ حيث يتم حفظ كل جزء بعد ترجمتك له تلقائيًا وبذلك لن تخسر أكثر من جملةٍ واحدة عند تعطل حاسوبك. وقد اكتشفت هذه الميزة منذ وقت قريب جدًا وبعد أن بدأت باستخدامي لأدوات الحاسوب المساعدة للمترجم منذ سنوات، عندما كنت قد انتهيت من ترجمة صفحةٍ ونصف لعميل ما وعلى وشك أن أحفظها لإرسالها له، تعطل برنامج الكتابة أثناء عملية الحفظ، ولو لم أستعمل الأدوات الحاسوبية المساعدة في الترجمة لاضطررت لإعادة الترجمة من جديد بأكملها مرة أخرى، ولكنني استطعت الحصول على نسخة من ترجمتي للنص الأصلي باستخدام ذاكرة الترجمة (TM).

 

التخطيط

تتعرف الأداة على مدى التقدم الذي أحرزته في المهمة، حيث تعرض نسبة الترجمة أو التدقيق اللغوي التي أكملتها، كما يتيح إجراء تحليل للأرقام الدقيقة في أي وقت. وتتميز هذه الميزة بفائدتها العظمى خاصةً للمشاريع الكبرى. 

 

حفظ التحديثات

وهذه ميزة نسيت ذكرها في بداية كتابتي لهذا المقال، فكم عدد المرات التي يرسل بها عملائك نسخًا محدّثة للنص الأصلي؟ وهل تفضل حدوث ذلك عندما تنتهي من عملية الترجمة للنسخة الأصلية وبدون تعقب التغييرات؟ 

إن كنت ترجمت النص في أدوات الحاسوب المساعدة للمترجم فلا توجد مشكلة؛ لأنك ببساطة ستعيد تصدير النص وتضيف نفس الترجمة السابقة وليس عليك إلا أن تستعرض الجمل أو الأجزاء التي تم تعديلها ( وستحدد الأدوات الاختلافات بين النص الأصلي والنص الأصلي المحدّث). وعن طريقها يمكنك تعقب كافة التغييرات إذا لزم الأمر.

 

هذه هي أسباب استخدامي لأدوات الحاسوب المساعدة للمترجم في جميع ترجماتي تقريبًا. ولكن هناك جانب سلبي، ولاسيما في النصوص الإبداعية، وهو أنه يفصل النص تلقائيًا إلى أجزاء حسب الجمل. ومع ذلك، تتيح لك معظم الأدوات تحديد طرق مختلفة لتجزئة النص، ووجدت أن تجزئة النص إلى فقرات بدلًا من تجزئته إلى جمل يعمل في النصوص الإبداعية بشكل أفضل. وسوف تُظهر مطابقة الفقرات نتائج قليلة؛ لذا هي ليست مناسبة للنصوص المتكررة ولكن طالما أن النصوص الإبداعية قليلة التكرار في العادة؛ فنتائج المطابقة ليست بتلك الأهمية. 

 

 

المصدر:

https://pbtranslations.wordpress.com/2013/02/11/the-usefulness-of-cat-tools/

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 0 )