أسباب تحفز دماغك لممارسة التمارين الرياضية وأساليب بسيطة لممارسة الرياضة في المنزل

ترجمة: ليما عبد

تدقيق: فرح العواد

مدة القراءة: ٥ دقائق

لا تعد الدافعية سلعة متوفرة هذه الأيام، لكن الحرص على أن نتقدم بعض الشيء كل يوم بات بالنسبة لنا أهم من أي وقت مضى، وذلك حسبما ذكرته اختصاصية علوم الأعصاب في جامعة نيويورك، د. ويندي سوزوكي. 

 

عملت د. سوزوكي على دراسة التأثير العصبي لممارسة التمارين الرياضية، ووجدت أن المشي في حديقة المنزل أو ممارسة الرياضة لمدة ١٠ دقائق لن يحسن يومك فقط، بل أيضا سيفيد دماغك فائدة طويلة الأمد.

 

"تعمل ممارسة التمارين الرياضية على تعزيز اللياقة البدنية و بناء خلايا دماغية جديدة بالفعل، فهي تغير من بنية الدماغ وفسيولوجيته وأدائه لوظائفه." وهذا بحسب د. سوزوكي التي أوضحت قائلة: "في كل مرة تمارس خلالها التمارين الرياضية، فأنت تعطي دماغك حماما كيميائيا، وهذه الحمامات الكيميائية المتكررة تساعد في وقاية دماغك على المدى الطويل من الإصابة بحالات مرضية، منها مرض الزهايمر والخرف."

 

وهذا شيء رائع بالتأكيد، لكنه من الصعب أن تتحول تلك الفوائد طويلة الأمد إلى دافعية تحفزك على النهوض لتفعل شيئا ما يوميا.

 

ما مقدار ما نحتاج ممارسته من الرياضة لنشعر بهذه الفوائد؟

تقول د. سوزوكي أن هذا هو سؤال المليار دولار! وللأسف، فلا توجد إجابة بسيطة لهذا السؤال. فخمسة من تمارين الضغط و ١٠ من تمارين البربي لا تطلق مقدارا محددا من الدوبامين تلقائيا. ففي حديث د. سوزوكي في برنامج تيد توك عام ٢٠١٧، نصحت بمحاولة تخصيص ٣٠ دقيقة للتمارين الرياضية ل ٣-٤ مرات في الأسبوع، لكن الإجابة الحقيقية، وخصوصا في الوقت الحالي، هي أن تمارسها قدر استطاعتك، ويفضل أن تقوم بذلك لوقت قصير يوميا. وتضيف د. سوزوكي قائلة إنه حتى لو مشيت فقط، فإن ذلك سيبدأ بإعطائك تلك الفوائد في النواقل العصبية وفي تحسين المزاج.

 

كما أن العديد من التأثيرات الإيجابية التي ذكرتها د. سوزوكي تأتي من تمارين الكارديو (التمارين الهوائية)، أي التمارين التي تزيد من سرعة ضربات القلب. وذلك يمكن القيام به بأسهل مما هو متوقع، فجلسة واحدة من تمارين الشفط الشديدة تزيد من ضخ قلبك للدم حتى إن لم تمارس الجري. وإن كانت عمارتك تحتوي على مصعد، فاصعد السلالم بدلا منه.

 

فحتى إن بدأت بممارسة الرياضة لبضعة دقائق فقط في اليوم الواحد، فمن المرجح أنك ستزيد تلك الدقائق لاحقا مع مرور الوقت. وهذا ما أظهره البحث المخبري الذي أجرته د. سوزوكي، إذ أوضحت أنه كلما زدت من ممارسة الرياضة و نجحت في ممارستها بانتظام، فإنك ستحصل على مزيد من الدافعية. وأضافت: "أحيانا أشعر بعدم الرغبة بممارستها صباحا، لكني أتذكر كم ستضيف لي شعورًا رائعًا في النهاية."

 

ما الوقت الأفضل لممارسة التمارين الرياضية؟

علينا ألا نقيد أنفسنا بشدة في ما يتعلق بالوقت، حسبما ذكرته د. سوزوكي التي أضافت قائلة إنه في أي وقت تشعر خلاله بالرغبة في ممارسة التمارين الرياضية، فعليك أن تمارسها، فهذا سيكون مفيدا لك. فكلما وجدت وقتا لها، مارسها، خصوصا إن كان لديك أطفال صغار يأخذون معظم وقتك."

 

أسلوب حياة د.سوزوكي  الشخصي في ممارسة التمارين الرياضية هو أن تمارسها في الصباح، وذلك لتستفيد مما تجنيه من فوائد عقلية و إدراكية  في عملها، لكن إن كنت تجد نفسك في قمة إنتاجيتك مساء، فقد يكون هذا هو الوقت الأنسب لك. وتنصح د. سوزوكي بالعمل على تعزيز الميول الطبيعي الذي لديك.

 

هذا يبدو رائعا، لكن ماذا إن كنت تسكن في شقة صغيرة مع طفليك، وجيرانك الذين سيقدمون شكوى ضدك إن مارست تمارين البربي في العاشرة ليلا؟

هنا يأتي دور اللياقة عبر الإنترنت. جرب جميع الخيارات المتوفرة واختر منها ما يناسب ظروفك في مدتها ونوع التمارين المقدمة. وتضيف د. سوزوكي: "ليس غريبا أن تمارس التمارين الرياضية في غرفة الجلوس، بل هو أمر رائع ومناسب ويعجبني جدا!"

 

 

المصدر:

https://ideas.ted.com/why-your-brain-needs-you-to-exercise-plus-3-easy-ways-to-work-out-at-home/

 

 

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 0 )