أتلوم نفسك لعدم المشاركة في اجتماع ما؟ خطوات للتحدث بمهارة

ترجمة: ريم الجربوع

تدقيق: تهاني رمّاني

مدة القراءة: ٦ دقائق

هل سبق وأن انتقدت نفسك بسبب طريقة تفاعلك مع زملاء العمل؛ كعدم وقوفك في صف أحدهم، أو السماح للآخرين بقول أشياء غير دقيقة أو مضللة، أو مجرد السماح لهم بمقاطعتك؟

تقول مولي تشانغ، مستشارة ومدربة تنفيذية ومستشارة أعمال، في خطاباً لها: "لا نقول دائمًا ما نعتقد أنه يجب أن يقال في مكان العمل، فأنت لست وحدك، زملائك في العمل يترددون أيضاً."

توضح تشانغ والتي بدورها ساعدت الرؤساء التنفيذيين وقادة الإدارة العليا على التواصل بفعالية أكبر، أن كل هذا الصمت لا يعد تحطيم للذات فحسب، بل أنه يضر بفريقك ومكان عملك أيضاً. هذا لأنه عندما تتراجع فأنت تقوم بالحد من إمكانياتك وإمكانيات مؤسستك.

وبطبيعة الحال، هناك دائماً صعوبات قد تواجه المتحدث أثناء التعبير عن رأيه، لذلك تقدم تشانغ أربع نصائح تساعد في التحدث بمهارة.

 

  1. حاول التخلص من جميع المعوقات

استعد قبل الاجتماع أو العرض التقديمي أو المكالمة. تقول تشانغ: "وحدك المتحكم في درجة صعوبة العمل أو سهولته قبل أن تنطق بكلمة واحدة". "تخلَّ عن جميع المشاعر التي قد تؤثر سلبياً على رؤية الموقف بموضوعية أو تلك التي قد تعيق طريقك في الإدلاء بآرائك."

 

  1. اختر الأسلوب المناسب

حاول أن تصب كامل تركيزك على المشاعر الإيجابية؛ مثلاً، كن فضولياً وزد من حماسك وامتنانك وعزز ثقتك بنفسك بدلاً من الاستسلام لمشاعر الانزعاج، أو نفاذ الصبر، أو القلق، أو التردد. تقترح تشانغ أن تسأل نفسك دائما: "هل أُفضل مساعدة زميل متذمر أم زميل يحترمك ويقدرك؟ هل سيكون رئيسك أكثر تقبلاً إذا كنت متخاذلا وخجولًا، أم متفائلًا وواثقًا من نفسك؟ اختر الطاقة التي تدعم الطريقة التي تريد أن ينظر بها الآخرين إليك وطريقة إنجاز العمل".

 

  1. افسح المجال لجميع الأصوات

وفقاً لتشانغ، تنقسم العديد من الاجتماعات والمنظمات إلى مجموعتين: مجموعة الأصوات الخافتة، ومجموعة الأصوات الذائعة. وتوضح تشانغ أن "مجموعة الأصوات الخافتة هي تلك الآراء أو وجهات النظر التي لا نسمعها بشكلٍ كافٍ"، في حين أن "مجموعة الأصوات الذائعة هي الآراء المهيمنة والتي تستحوذ بشعبيتها على الأصوات والآراء الأخرى؛ كما تتمكن أيضاً من التأثير على تفكير المجموعة ". لكن تؤكد تشانغ أنه: "ليس من الجيد أو السيئ أن تنتمي إلى هذه المجموعة لأن الاستفادة من جميع المشاركات والأصوات هي الهدف المراد تحقيقه".

ومن المثالي أن يتدخل مدير الاجتماع للتأكد من أن كلتا المجموعتين تحظى بفرص متساوية بالمشاركة والتحدث، ولكن ليس دائما. ومع ذلك، من الضروري أن يتمكن أعضاء المجموعة بما فيهم أنت من نشر الوعي وتحفيز المعرفة وذلك بتسليط الضوء على حقيقة أنه إما أن يتسبب بعض المنفتحين في صرف النظر عن تفاعلات ومشاركات الآخرين أو أن بعض الانطوائيين لا يحصلون على فرصة الانضمام للمناقشة. 

فعلى سبيل المثال، إذا كان سام مسترسلاً في حديثه، يمكنك التدخل بمجرد أن يسترد أنفاسه وتقول له: "سام، أنا أقدر شغفك وخبرتك، ونحن محظوظون لذلك. في الواقع أنا مشوش بعض الشيء. هل يمكنك تلخيص النقاط الرئيسية في جملة أو اثنتين؟ "

 

  1. أنصت 

بالإضافة إلى إزالة الحواجز والعقبات التي تواجه أصحاب الأصوات الخافتة وتمهيد الطريق لطرح أفكارهم وآرائهم، يمكنك أن تطبق نفس الطريقة على الأفكار غير المألوفة. توضح تشانغ أنه: "يجب أن تأخذ بعين الاعتبار جميع المشاركات لا سيّما المعارضة منها أو غير الاعتيادية". هذه الطريقة تساعد في التعامل مع سوء التفاهم أو الخلافات المتوقعة وكبح تفاقمها وخاصةً إذا كان اجتماعك يقتضي وجود توافق واتحاد في الآراء والأفكار بين الأعضاء. 

وبعد التأكد من إتاحة الفرصة للجميع، قاوم الرغبة في إدارة الاجتماع بآرائك. تقول تشانغ: "كما تخبرنا أبحاث معامل وسائل اعلام معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT Media Labs)، يناقش ويصغي أعضاء الفرق المتميزة بأداء عالٍ على نحو متساوٍ تقريبًا، وتكون مساهماتهم موجزة وبارعة."

إذا كنت لا تزال تشعر بالتوتر حيال المناقشة وإيصال فكرتك بعد الاطلاع على هذه النصائح، فعليك إدراك أن مساهماتك قد تكون مفيدة بالفعل للآخرين. في نهاية المطاف، معظمنا منشغل وغارق في عالمه ومشاكله الخاصة لدرجة أننا قد لا ندرك مدى الأثر الذي نتركه في الآخرين. بمعنى آخر وكما وضحت تشانغ: "ألا تود أن تعرف ما إذا تعاملت بطريقة غير لائقة مع أحد الزملاء أو حدث سوء فهم بسبب عدم وضوح فكرة أو معلومة مهمة؟"

وإذا كنت قد تساءلت ما الفائدة من طرح فكرة ما، وأنها لن تصنع أي فارق، فعليك إعادة التفكير مجددا. في حقيقة الأمر، من الصعب أن تقوم بقطع حديث أحد الزملاء بمفردك وخاصة إذا كان مسيطراً ومتحكماً في الاجتماع، ولكن بمجرد مشاركتك ومحاولة إيصال فكرتك، ستجد أنك قد استعدت ثقتك بنفسك وأن الشعور بالعجز قد تلاشي. تقول تشانغ: "جميعنا بلا استثناء نمثل جزءاً من المشكلة وجزء من الحل. حيث لا يتوجب على أحد الاستسلام لهذه المشكلة وقبول البقاء مهمشاً، كما يمكنك أيضًا أن تبادر بتخفيف إحباط الآخرين وذلك بفسح المجال لمشاركاتهم".

ولأن التحدث بمهارة يتطلب وقتًا وممارسة، لذا كن صبورًا مع نفسك ومع زملائك. وكنصيحة أخيرة، تقول تشانغ: "بمجرد اكتشاف صوتك المؤثر والذي يعكس شخصيتك وقيمك وأفعالك، ستتمكن من أن تكون على طبيعتك وتقول ما يجب أن يُقال". 

 

المصدر:

https://ideas.ted.com/kicking-yourself-for-not-saying-something-how-to-speak-up-skillfully/

 

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 0 )