كيف تحسن من نفسك عند تلقي الملاحظات؟
ترجمة: اسراء عادل فته
تدقيق: فرح العواد
مدة القراءة: ٤ دقائق
إن أفضل طريقة لتطوير القادة في مختلف المستويات هي القيادة ثم الحصول على الملاحظات عن طريق العمل مع الفريق و التفاعل معه ومعرفة ما يمكن تحسينه من خلال ملاحظاتهم ، إذ تقوم الملاحظات مقام المعلم، وتعد أفضل من الكتب ومقالات المجلات الأكاديمية والدورات التدريبيةوالخطب وحتى مؤتمرات تد (TED).
وأقول هذا وأنا أعمل ككاتب يترجم بحوثاً من المجلات الأكاديمية و مجالات التدريب والخطب ومؤتمرات تد(TED).
فبعد أن يصل الأشخاص إلى منصب عالي، يميلون إلى تقليل الملاحظات غير السارة أو السلبية، أو لايريدون أن يقدموا لك نقدًا بناءً البتة.
ولكن هناك مشكلة في تلقي الملاحظات بمجرد وصولك إلى منصب أعلى، إذ أن الملاحظات تتغير طبيعتها - ويميل الأشخاص إلى تقليل أي ملاحظات غير سارة أو سلبية أو لا يريدون أن يقدموا لك أي نقدًا بناءً البتة، وقد يتغير أيضاً ردك على الملاحظات، ولا تستوعب الملاحظات لأنك لا ترىالصورة كاملة أو يمكنك اتخاذ موقف دفاعي.
هنا، سأشرح أربع خطوات إذ يمكنكم استخدامها لتحسين تلقي الملاحظات من أجل تطور القائدوالفريق كذلك.
الخطوة رقم ١: استهل بالشكر.
يجب أن تكون الاستجابة الأولى التي تُقدم عندما يقدم لك شخص ما ملاحظات هي استجابة امتنان، فلا تكن دفاعياً، ولا تعرض عليهم شرح ما قد لا يفهمونه، ولا تستبق الأحداث إلى ما يجب عليك تغييره(سيوضح لاحقاً)، بل بدلاً من ذلك، خذ وقتك في تقديم شكرك على الهدية التي تلقيتها للتو - هدية الملاحظات.
في حين أن الملاحظات هي هدية، إلا أنها تنطوي على مخاطرة أكبر، لأنه عندما يتحدث أحد أعضاء الفريق ليقدم لك ملاحظاته، فإنه يخاطر بكيفية ردك.
لماذا يتوجب عليك فعل هذا؟ لأنه على الرغم من أن الملاحظات هدية، إلا أنها تنطوي على مخاطرة أكبر، فعندما يتحدث أحد أعضاء الفريق ليقدم لك ملاحظاته، وخاصة الملاحظات الحرجة أو البناءة، فإنه يخاطر بكيفية ردك، إذ إنه يخاطر بإلحاق ضرر محتمل بالعلاقة أو تتعمد رد ذلك الموقف له في المستقبل، أو أنه يخاطر بإضاعة وقته من خلال تقديم ملاحظات إلى شخص لن يتلقاها، فالبدء بعبارة"شكرًا" تتيح للشخص الآخر معرفة أن المخاطرة تستحق العناء وأنك ستستمع له.
الخطوة رقم ٢: أعد صياغة ما سمعته.
خذ الوقت الكافي لتكرار ما سمعته للشخص المتحدث، سواء كان ذلك مدحاً أو نقدًا أو أي نوع آخر من الملاحظات، من خلال عبارة سريعة "ما أسمعك تقوله هو _____"، إذ يمكن أن يكون له تأثير قوي على محادثتك.
لأن إعادة صياغة ملاحظاتهم تتيح لهم معرفة أهمية رأيهم، ويزيد ذلك من احتمالية حصولك على ملاحظات إضافية في المستقبل من هذا الشخص.
وتؤدي إعادة صياغة الملاحظات إلى شيئين: الأول، هو التحقق من فهمك للرسالة، لذلك لا تخاطر بأخذ الدروس الخاطئة، والثاني وهو الأهم، أن إعادة صياغة الملاحظات التي سمعتها تسمح للشخص الآخر بأن يشعر بأنه مسموع.
وأنها تتيح لهم معرفة أنك كنت تستمع حقاً - تماماً مثل الخطوة الأولى - أن هذه المحادثة ليست مضيعة للوقت، فهذا يتيح لهم معرفة أن رأيهم مهم ويزيد من احتمالية حصولك على ملاحظات إضافية في المستقبل من هذا الشخص (وأي أشخاص آخرين يتحدثون إليه حول هذه المحادثة).
الخطوة رقم ٣: اذكر ما تريد تغييره.
لا يؤدي الاستماع إلى الملاحظات وحدها إلى تحقيق التطور؛ بل يحدث هذا التطور في الواقع فقط عندما تستخدم الملاحظات لمعرفة كيفية التصرف بشكل مختلف ( في بدء أو إيقاف التصرف)، وإذا كنت ستجري تغييرات نتيجة للملاحظات، فلماذا لا تشارك هذه التغييرات مع الشخص أو الأشخاص الذين ساعدوك في اكتشاف التغييرات التي يجب إجراؤها؟
بمجرد معرفة كيفية تطبيق الملاحظات، تأكد من مشاركتها مع من قدموها لك.
ومع ذلك، لست مضطرًا لإخبار أولئك الذين يقدمون لك الملاحظات فورًا بما تريد تغييره، فلا بأس في اخبارهم لاحقاً، وإعادة شكرهم على ملاحظاتهم، ثم ذكر ما تريد تغييره، ولكن بمجرد معرفة كيفية تطبيق الملاحظات، تأكد من مشاركتها مع من قدموها لك.
الخطوة رقم ٤: ابحث عن المزيد من الملاحظات.
الملاحظات ليست تدخلاً فردياً؛ بل هي عملية متكاملة ، فأنت تتطور وتتغير وتتحسن طوال الوقت - وللقيام بذلك ستحتاج إلى مزيد من الملاحظات.
لذا تأكد من تطوير بحثك للحصول على المزيد من الملاحظات، وعند الانتهاء من ذكر ما ستغيره، اسأل عما إذا كان يمكنك تحديد موعد مع هذا الشخص أو المجموعة لإعادة تقييم كيفية التغيير.
لن تتحسن أنت فقط في تلقي الملاحظات بمرور الوقت، بل سيشعر الناس أيضاً براحة أكبر عند إعطائها لك.
ويؤدي ذلك إلى أمرين: أولاً، سيضمن لك ذلك المزيد من الملاحظات في وقت لاحق، ولكن الأهم من ذلك، أنه سيشير إلى مدى انفتاحك على تلقي الملاحظات ويزيد من احتمالية حصولك على ملاحظات غيرمرغوب فيها في أي وقت، وغالباً ما تكون الملاحظات غير المرغوب فيها من الأشخاص الذين تثق بهم هي الأكثر فعالية.
فالملاحظات هي عملية مستمرة، وقد يكون من الصعب في المرة الأولى أو الثانية التي تستقبل فيها الملاحظات أن تصل إلى جميع الخطوات الأربع بشكل هادف، ولكنها ستصبح أسهل مع الزمن ولن تتحسن فقط في تلقي الملاحظات بل سيشعر الناس أيضاً براحة أكبر عند إعطائها لك.
المصدر/
https://ideas.ted.com/how-to-get-better-at-receiving-feedback/