فقدان الوظيفة أو التوقف عن التقدم يشعرك بالإحباط؟ فكيف تنهض من جديد؟
ترجمة: مريم العامر
تدقيق: تهاني رماني
مدة القراءة: 6 دقائق
عندما تواجه تحدياً وظيفياً، فمن المحتمل أن تفقد هويتك – وإذا لم تكن ذلك الناجح كما عهدناك، فمن تكون؟ الخاسر؟
حتماً لا.
لاتزال نفس الشخص الناجح دومًا – لكن الفرق هنا هو وجود تحدٍ جديد. هذه التحديات لا تمحي عملك أو نجاحك السابق. بل لديك أحد الخيارين إما أن تندب حظك أو تجد لنفسك هوية أقوى.
أجد القوة والإلهام من "الإخفاقات الشهيرة" التي حققت ردود أفعال هائلة. على سبيل المثال، حصل إلفيس بريسلي على الدرجة C في فصل الموسيقى بالمرحلة الثانوية وقيل له: أنت فاشل في الغناء. طُرد والت ديزني من إحدى الصحف بسبب "افتقاره إلى الخيال" و "عجزه عن ابتكار الأفكار". طُلب من لوسيل بال أن تتخلى عن التمثيل لأنها "لاتملك الموهبة". وكذلك أوبرا وينفري تم نقلها إلى وظيفة أقل رتبة من وظيفتها كمذيعة وقيل لها: "لست مناسبة لبرامج التلفزيون".
القائمة طويلة ومازالت مستمرة. كان النصر والنجاح حليف هؤلاء النجوم لأنهم قاوموا وسلكوا طريقهم، ولم يسمحوا للآخرين بتحديد هوياتهم، بل عرفوا بأنفسهم.
لا تدع المِحن تحدد شخصيتك، تعاملك معها هو الأهم.
بدلًا من أن تقول: "لا أحد يريدني؛ أنا سيء" إبدأ بقول: "أنا أؤمن بنفسي، وسوف أنجح"
إذا كنت تريد النهوض من جديد! إليك الطريقة:
تعلم أن تدرك متى تنجرف نحو نمط "التفكير الكارثي" وتقاوم؛ لأن عقلك سيقودك للجنون كلما استسلمت لأفكارك وتركتها تتحكم بك.
قد يضعك عقلك في هذه الدوامة إذا كنت عاطلًا عن العمل ولم تجد وظيفة: "ستنفذ مدخراتي، سأفلس، لن أحصل على أي وظيفة، ربما سأضطر أن أعمل في السوبر ماركت، هل سيوظفني؟ لا أستطيع العيش على هذا الراتب. لا يمككني إعانة عائلتي. لربما ينتهي بي المطاف بلا مأوى".
استبدل الأفكار التشاؤمية والسلبية بأفكار واقعية. درّب عقلك على قول: "نعم، إنه صعب جدًا، ولكن سأجد الطريق".
القلق من الإفلاس والتشرد أمر شائع جدًا، خاصة عندما نضطر إلى البدء من جديد. إنعدام الثقة بالنفس يرهق ذاتك مما يجعلها تفقد منظورها السليم.
نتيجة لذلك، ستلوم نفسك دائماً والسبب يعود في ذلك أنك لم تدخر الكثير ولم تتوقع حدوث ذلك أو تظن بأنك قادرٌ على منعه، أو ربما قد يكون السبب الحقيقي بأن شبكة معارفك قليلة وكان بإمكانك التواصل بشكلٍ أفضل. قد تعتقد أن الآخرون يستهزؤون بك أو أنك فقدت عقلك بالفعل، ولكن كيف يمكن لأي من هذه الأفكار أن تساعدك؟
،،
عندما تُحبط ويأكل اليأس قلبك، فإن جميع النصائح التي تخص إدارة القلق لا تعود بفائدة.
،،
ستتغلب عليك أفكاره السلبية إذا سمحت بذلك، وسينجرف في دوامة تشعر من خلالها أنك عديم الفائدة وأحمق، ولسبب ما سيمهد لك الطريق لهذا النوع من التشويه الذاتي.
بدلًا من أن تقول: "لا أحد يريدني؛ أنا سيء" إبدأ بقول: "أنا أؤمن بنفسي، وسوف أنجح"
وينبغي كذلك أن تقول: "ماذا لو كان نجاحي الكبير بانتظاري؟ ولم أنجزه بعد!
ثم كرر ذلك باستمرار مرة تلو الأخرى.
أعلم بأنك متردد الآن – ذلك لأننا جميعًا قلقون. أفكر في ليندا كروز المشهورة في مجال صناعة الأدوية، وقبل أن تمر بلحظات قاسية مرة تلو الأخرى حتى حصلت في نهاية المطاف على وظيفة كانت تجني منها أقل من ثلث ماكانت تجنيه من قبل. قالت لي: "أنت تعرف مايمكنك فعله، لكن لا أحد يريدك بعد الآن. أنت وحيد الآن. لا أحد يقدر قيمة مالديك".
قال تشاك ليونارد أنه شعر بالإهانة – خلال السنتين الماضيتين أثناء عمله كمحلل في مجال التأمين –لأنه كان يعلم بعدم أهمية وجوده هناك، وأنه مُعرّض للطرد في أي لحظة، وحصل ذلك بالفعل.
قال: "كان الأمر مهينًا بكل المقاييس". كنت محبطًا لمدة عامين؛ لم يكن لدي عمل ولا تأمين ولا أمل ولا حتى مكانة في المجتمع. شعرت وكأنني خذلت الجميع، فلم أحصل على أي مقابلة عمل – بغض النظر عن عدد الوظائف التي تقدمت لها. استغرق الأمر مني تسعة أشهر وكانت الأطول في حياتي. قابلتني نفس الشركة أربع مرات ثم قاموا بتوظيفي والحمد لله تم قبولي، أنا ممتن لذلك".
،،
هناك العديد من المشاركات عبر الإنترنت لأشخاص محبطين لعدم نجاحهم في حياتهم المهنية. إقرأها لمدة عشر دقائق متواصلة وأعدك بشعور الإحباط والإكتئاب.
،،
عندما تُحبط ويأكل اليأس قلبك، فإن جميع النصائح التي تخص إدارة القلق لا تعود بفائدة. إذن كيف تضع القلق في مكانه المناسب عندما تكون حياتك كلها خارج السيطرة؟
قم بممارسة الرياضة. توصلت الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية تزيد من مستوى إنتباهك، وتركيزك، ووظائفك المعرفية وفي نفس الوقت تقلل من الشعور بالتعب. يُحفز النشاط البدني إفراز هرمون الإندورفين والذي يساعد على النوم، وبكل تأكيد يقلل من التوتر؛ فسوف تتحسن صحتك ويتلاشى قلقك.
انضم إلى الأعمال التطوعية. عندما تشعر بأنك عديم الفائدة، كن مفيدًا! عندما تساعد الآخرين ستشعر بالرضى عن نفسك، ويقل تفكيرك السلبي، فمعرفة أنك ذات أهمية وأنك تساهم في هدف ما بحد ذاته شعورٌ جيد!
إفعل شيئاً واحدًا. عندما تشعر بالعجز، افعل شيئًا واحدًا يمنحك القوة لإصلاح وضعك. حتى إذا كان هناك 10 أشياء يجب عليك إنجازها، فركز على أمر واحد يمكنك عمله بدل التركيز على 10 مشاكل آخرى. ربما أنت بحاجة إلى التركيز على العشرة لكنه أمر مستحيل، لذا من الأفضل أن تنجز شيئًا واحدًا بدلًا من أن تعيق نفسك بالخوف.
هناك العديد من المشاركات عبر الإنترنت لأشخاص محبطين لعدم نجاحهم في حياتهم المهنية، وكيف لا يمكنهم الحصول على عمل في أي مكان ومدى سوء معاملتهم، وكيف لا يمكنهم الحصول على قسط من الراحة. إقرأ هذه الأمور لمدة عشر دقائق متواصلة وأعدك بشعور الإحباط والإكتئاب.
عندما تصبح الأمور قاسية عليك، يمكنك اتخاذ خطوات تمنعك من الإنجراف إلى الأعماق.
،،
لا تنسى أن تستمتع بكل لحظة من لحظات حياتك أثناء انشغالك بما ستفعله بعد ذلك. أنت لا تعرف كم تبقى من الوقت، لذلك عليك أن تختار كيفية إستغلال الوقت المتبقي لديك.
،،
كلما تركت نفسك تنغمس بالسلبية، ستبدو لك الأمور أكثر سوداوية. لا تتحدث عن وضعك إلى مالا نهاية، ولا تجعل الآخرين ينغمسون معك، فلا تستمر في سرد "الرواية". إذا كان لديك صديق يمر بنفس الشيء، قرر ما إذا كان من الممكن الاستمرار معًا على المسار الصحيح لتشعروا بتحسن أو الاستمرار في خذلان بعضكم لبعض.
لا، أنت لا تستمتع بهذا! هل إستمتعت من قبل بتلك اللحظات المؤلمة عندما أجبرك أحدهم أو شيء ما على إستعادة قوتك والنهوض لمعرفة ماستفعله بقية حياتك؟ ماذا فعلت حينها؟
أنت تستطيع فعل ذلك. مهمتك لم تنته بعد.
انظر إلى بعض أفراد عائلتك وأصدقائك ومعارفك – كان كل شيء يسير معهم بشكل جيد وفي لحظة تعرضهم لأزمة صحية سيئة – تغير فيها كل شيء وكأنه لم يكن.
حتى إذا كنت تواجه بعض التحديات المهنية الجادة، لا تنسى ماتملكه. لديك حياتك، فلا تنسى أن تستمتع في كل لحظة من لحظاتها أثناء انشغالك بما ستفعله بعد ذلك. أنت لا تعرف كم تبقى من الوقت، لذلك عليك أن تختار كيفية إستغلال الوقت المتبقي لديك.
المصدر:
https://ideas.ted.com/job-loss-or-setback-left-you-feeling-defeated-how-to-pull-yourself-up/