أنجلي سود ذات ال -٣٧ عاما هي المديرة الإدارية لفيميو التي تُعرف بأنها منصة عالمية للنشر والمشاركة وفيها أكثر من ٨٥٠ موظفاً و٢٠٠ مليون مستخدم و٣٥٠ ألف مقطع مرئي مبهر يُضاف إليها يوميا.

لقد أصبحت مديرة إدارية عام ٢٠١٧، أما في الشهر الماضي، فقد أصبحت فيميو شركة مساهمة عامة.

وفي نقاش مباشر في حديث في اللينكد إن مع تيد، قالت سود معترفة: "منذ أن كنت في سن المراهقة وأنا أحلم بأن أصبح مديرة إدارية" إليك بعض نصائحها لتصل إلى مكتب مدير الإدارة وأنت في مكانك:

"لطالما أردت أن أكون قائدة، ففي كل مرحلة من مسيرتي المهنية كنت أخوض في حوارات صريحة جدا مع المسؤولين الإداريين. أحيانا كانت تلك المحادثات تسير على ما يرام، وفي أحيان أخرى لم تكن كذلك، لكني كنت أحافظ على احترامي للآخرين في كل مرة وأقول: 'إنني طموحة جداً، وأريد أن أفعل هذا الشيء أو ذاك. أعتقد أن بإمكاني أن أساعدك، تذكرني عندما تأتي الفرصة المناسبة.' أو أقول: 'أرى أن هذه ستكون فكرة رائعة جدا، فما رأيك؟'

"فبدلاً من الاعتماد على مديري ليدير مسيرتي المهنية بعصاه السحرية، فأنا أفعل ذلك بنفسي. عليك أن تكون صريحاً بكل أريحية فيما يتعلق بمسيرتك المهنية، فأنا أصف نفسي بالطموحة غير الآسفة. بعض الأشخاص ينسجمون مع ذلك، في حين أن بعضهم الآخر لا ينسجم، وخصوصا النساء. علينا أن نحطم وصمة العار تلك: أي علينا أن نشجع الأشخاص الذين يريدون تحقيق المزيد. علينا أن نتخلى عن تلك المحادثة الشخصية ونستبدل بها محادثة بناءة ومنتجة في قدرة الطموح على النهوض بالأعمال، فذلك سيفتح كثيرا من الأبواب المغلقة.

"يشعر العديدون أنهم بحاجة إلى قيادة سلطة رسمية، لكني أرى أن القادة والمديرين الإداريين الأفضل في العالم لا يعتمدون على سلطات رسمية".

"يشعر عدد من الشباب الذين أتحدث إليهم بالضغط بشأن التقدم في مسيراتهم المهنية، لكني أعتقد بأن عليهم إيضاح الآتي:

ما معنى ذلك؟ هل يرغبون بأن يكون لديهم مساحة للإبداع؟ هل يحبون إدارة فرق العمل الكبيرة؟

وضح عدد ممن تحدثت إليهم بعدم رغلتهم في إدارة فرق عمل كبيرة، غير أنهم مضطرون لذلك من أجل التقدم في عملهم. لذلك، عليك أن تفهم نفسك جيدا، أن تفهم ما يحفزك، وأن تعرف مهاراتك، ثم تحاول توجيه ذلك إلى ما يحتاجه العمل".

"من الأشياء الأخرى التي طبقتها وساعدتني هو أنني تفوقت على كوني أساعد الآخرين وأصبحت أؤدي وظائف أخرى إضافية ليست ضمن مهام وظيفتي المحددة. وفعلت ذلك بطريقة غير أنانية أو رسمية. من الغريب أن يشعر العديدون أنهم بحاجة إلى قيادة سلطة رسمية، لكني أرى أن القادة والمديرين الإداريين الأفضل في العالم لا يعتمدون على سلطات رسمية، فهم يحظون بثقة الآخرين ويدعمونهم ويمنحونهم القوة".

إنها مجموعة المهارات التي يمكنك تنميتها عندما تكون في بداية مسيرتك المهنية، وعندما لا تكون قادراً على الاعتماد على السلطة الرسمية. فعليك أن تكون مؤثراً وتنشئ علاقات مع الآخرين ليستمعوا إليك إن لم يكونوا مهتمين بتكوين وجهة نظر عن موضوع ما. فبدايات مسيرتك المهنية هي الوقت الأنسب لتنمية ذلك وممارسته.

"القيادة هي تمكين الأشخاص من أداء أفضل عمل لديهم وتحقيق النتائج الإيجابية؛ فعليك أن تنمي هاتين المهارتين لديك".

"قم بالبحث عن عدة طرق لتقول: 'حسناً، أنت تعمل في مجال التسويق ولديك اهتمام في منتج معين، فكيف يمكنك أن تكون مفيداً لمدير هذا المنتج الذي يجلس بجانبك؟ كيف يمكنك تطوير شيء يساعده في تحقيق ما يريد تحقيقه؟ أقدمت على فعل ذلك كثيراً بطريقة غير رسمية، ولم أدرك تماماً ما كنت أفعله. كنت أعمل لأتعلم، لكن ذلك منحني مصداقية غير رسمية، وكثيراً من ممارسة القيادة".

"احرص دائما على حماية أدائك، فعندما تكون في منصب معين وتريد أن تقوم بوظائف أخرى، فعليك أن تحرص على أداء وظائف منصبك أداء جيدا. فذلك يتيح لك اكتساب المصداقية والثقة ويمهد لك الطريق لشغل أدوار قيادية غير رسمية تنفعك مستقبلا.

"عندما أصبحت مديرة إدارية في فيميو، كان لدي مجموعة كبيرة من الأقران، لكني أصبحت رئيستهم فجأة. لم أكن لأنجح في هذه النقلة لو لم أسعَ لبناء سمعتي داخليا بأني جيدة في عملي. لا يمكننا تجاهل ذلك".

"من يحرصون بصدق على تطوير زملائهم، يقدمون لهم التعقيبات بأسلوب يمنحهم الفائدة".

"القيادة هي تمكين الأشخاص من أداء أفضل عمل لديهم وتحقيق النتائج الإيجابية؛ فعليك أن تنمي هاتين المهارتين لديك. ومن يحرصون بصدق على تطوير زملائهم، يقدمون لهم التعقيبات بأسلوب يمنحهم الفائدة. فكلما فعلت ذلك أكثر، فهو يساعدك على اكتساب القدرة على استخراج أفضل ما لدى الآخرين. وهذا يعد مهما جدا في النهاية.

"عندما أصبحت مديرة إدارية، أكثر ما تغير بالنسبة لي هو في الواقع أمر لا أزال أعمل من أجله يوميا حتى الآن، فقد تحولت من كوني فاعلة—أي الشخص الذي يركز في جميع التفاصيل ويعرف جميع الأشخاص وملم بكل صغيرة وكبيرة تخص العمل —إلى كوني ممكّنة. فقد أدركت أن مجموعة المهارات التي سمحت لي بأن أكون مديرة إدارية ليست بالضرورة هي نفس المهارات التي ستجعلني مديرة إدارية بارعة.

"وجودك بين زملاء متميزين ورائعين ليس الشيء الأفضل الذي عليك أن تفعله وليس عاملاً قد يزيد من كفاءة العمل فحسب، ولكن لن تستطيع أن تفعل أكثر إلا إن كنت تمكّن هؤلاء الذين يحيطون بك".

"لم تعد وظيفتي الآن أن أكون فاعلة، رغم أني أفتقد ذلك، بل باتت وظيفتي هي تحديد رؤية معينة وتوقعات واضحة وجمع الموارد وتمكينها. والقيام بذلك على نطاق واسع. إنها عقلية مختلفة للغاية، وقد كان يتوجب علي لأصل إلى ذلك أن أتعلم الكثير، مما جعل كثيرا من أعضاء فريقي يقولون لي: 'عليك أن تتخلصي من ذلك يا أنجلي'، فهي غريزة لدي أحاول محاربتها أحيانا. ففي بعض الأحيان، كونك مديرا إداريا أو قائدا يجعلك مضطرا للتركيز في التفاصيل، إذ يكون عليك أن تركز في كل جزء منها تركيزا دقيقا، وذلك يجعل تلك المهارة تبقى مهمة، فلم أكن لأصل إلى ما كنت فيه لو لم تكن لدي، لكن عليك تغيير منظورك".

عليك أن تثق بالآخرين لتستطيع تمكينهم، وذلك يتطلب منك أن تتعلم كيف تثق أكثر وأن تبني علاقات مع من هم أفضل منك ومن لا تتوافق آرائهم معك دائما ومن لديهم تجارب قد تراها مزعجة أو لا تتفق معها. فوجودك بين زملاء متميزين ورائعين ليس الشيء الأفضل الذي عليك أن تفعله وليس عاملاً قد يزيد من كفاءة العمل فحسب، لكنك لن تستطيع أن تفعل أكثر إلا إن كنت تمكّن هؤلاء الذين يحيطون بك".

" كقائد، عليك أن تسهل الأمر وتجعل الوصول إليك هينا ومريحا عندما تكون مخطئا".

"السر الذي يجذب الجميع إلى المشاركة هو البساطة وذلك بتلخيص ما تريد أن تفعله بأسلوب بسيط وسهل الفهم، لكن دون أن يفقد جوهره، فذلك مهم جدا. وفور إيصالك الفكرة بأسلوب بسيط، حافظ على ثباتها وتكرارها.

"أبدأ طلبي في فيميو بعرض لطريقتنا في العمل ومهمتنا أو رؤيتنا، إضافة إلى أولوياتنا وما علينا تحقيقه خلال الأشهر الستة القادمة. بعد ذلك أستعرض ما نجح وما لم ينجح، فأنا حريصة على استخدام هذا النهج في جميع اجتماعاتي. وفور تبني الآخرين لهذا النهج، فيصبح نهجا معتاداً للشركة. ورغم أنه ليس أفضل الأساليب، فوجود التوثيق فيه ضروري جدا—أي وضع جميع المعلومات في متناول أيدي الجميع للتدرب عليها واستخدامها".

"أثناء صعودك في أي مرحلة من المراحل، كن مدركا للجوانب التي تجهلها وابحث عن أساليب فعّالة لصنع الشفافية".

عندما أصبحت مديرة إدارية بدأت ألاحظ أن الأشخاص باتوا أقل صدقا معي، سواء عندما يرون أني فعلت شيئا على غير ما يرام أم عندما يخالفونني في الرأي. فعليك أن تسهل الأمر وتجعل الوصول إليك هينا ومريحا عندما تكون مخطئا. فهذه وظيفتك بوصفك قائدا، ففي بعض الأحيان لا تكون لديك جميع المعلومات التي تحتاجها. فعندما يكبر فريقك أو تكبر شركتك تظهر مزيد من الأمور الغامضة وتبتعد أكثر عما يحدث واقعيا في الشركة. فعندما يحدث شيء في الإطار الرسمي، يكون الأوان قد فات وقد تسبب بكثير من الضرر. 

أفكر كثيرا بإنشاء ثقافة مبنية على فكرة الشعور بالراحة عند ابداء الرأي وخاصة عند مواجهتي بأخطائي في الاجتماعات مهما كانت مناصب الآخرين أو وظائفهم، لكني أسعى أيضا لإيجاد طرق وآليات تعقيبيه وأساليب أخرى للتعرف على الأمور التي أجهلها، فأثناء صعودك في أي مرحلة من المراحل، كن مدركا للجوانب التي تجهلها وابحث عن أساليب فعّالة لصنع الشفافية."

المصدر : 

https://ideas.ted.com/want-to-be-a-leader-someday-leadership-advice-from-vimeo-ceo-anjali-sud/