الترجمة الاحترافية للغة أجنبية
ترجمة: ياسمين البشيتي
تدقيق: منال المحفوظ
مدة القراءة: 5 دقائق
يعد العمل في مهنة الترجمة أمرًا شاقاً ولكنه مجزٍ في الوقت ذاته. إذ أن مهنة الترجمة قد تتضمن شد الرحال لمكان آخر أو أن تنجزها وأنت مستقر في بيتك. علاوةً على ذلك، تساعد الترجمة على بناء الثقة بالنفس وتسليط الضوء على الثقافات الأخرى، كما تعمل على توسيع مداركك بطريقة يصعب على أي مهنةٍ أخرى أن تقوم بها. وبغض النظر عما إذا كنت تعمل في مجال الترجمة الثنائية أو متعددة اللغات، فإنه يتوجب عليك أن تتيقن يقينًا تامًا بأنك تقوم بمهنةٍ من شأنها أن تجسر الهوة بين اللغات، والثقافات، والأشخاص، والمذاهب. وبناءً على ما ذكر آنفًا، فإنه ينبغي علينا أن لا نقلل من أهمية الترجمة بأي شكل من الأشكال.
الشروع في مهنة الترجمة
يتضمن العمل في مهنة الترجمة التحريرية و الشفهية مراحل مختلفة تتطلب وجود العديد من المهارات كالتدريب، والشهادة الرسمية (يعتمد على أنظمة الدولة)، والخبرة، والمرونة، والسرعة، والعمل الدؤوب ..الخ، ولكن ما إذا كنت حريصاً على الترجمة بصفتها مجال عمل فقط، فإن ذلك سيتطلب اتباع خطوات محددة وفقاً للوجهة التي تريد أن تتخصص فيها، على أن تكون هذه الخطوات ممكنة التطبيق أثناء العمل على أي نوع من أنواع الترجمة التحريرية أو الشفوية.
الحصول على الاعتماد
تعد هذه الخطوة هي الأولى لشق طريقك بنجاح في مهنة الترجمة. ومعنى ذلك يعتمد على المكان الذي تقيم أو تعمل فيه. على الرغم من أن مهنة الترجمة في المملكة المتحدة لا تخضع لتنظيم محدد (إذا أنهُ لا توجد متطلبات قانونية للتسجيل بمنظمة معينة)، فإن الأمر مختلف تماماً في بعض الدول الأخرى، ففي رومانيا مثلاً ينبغي على المترجمين أن يمنحوا تفويضًا من وزارة العدل في حال أرادوا العمل في ترجمة المستندات والوثائق القانونية.
كما تتطلب الترجمة أيضًا- سواء كانت تقنية أوغيرها -التزامًا بضوابط وقواعد محددة. بما أنه ليس كل من يعمل في هذه المهنة يكون عن طريق التخصص الأكاديمي، فإن حصولك على عضوية في أحد الجمعيات المهنية ( على سبيل المثال ATA, ITI, CIOL, IAPTI) له مميزاته الخاصة، إذ أن ذلك يعكس للزبائن المستقبليين مدى التزامك بمهنتك، علاوةً على أن هذه الجمعيات عادةً ما تقوم بتنظيم دورات وفعاليات، والتي من شأنها منحك دعامة قوية لبناء حياتك المهنية.
اكسب الخبرة
تعد هذه أصعب خطوة للذين يغيرون وظائفهم عادة، إذ يترتب عليها البدء من الصفر في كل مرة يقومون فيها بالتغيير. وعلى أية حال، تعد مرحلة اكتساب الخبرة الطريقة الوحيدة لبدء العمل بداية صحيحة؛ إذ أنك كلما ازددت خبرة، زاد فهمك بالفوارق الثقافية والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من أي عمل ثنائي اللغة أو متعدد اللغات. فالطريقة المثلى للحصول على الخبرة هي عن طريق التسجيل في CPD(التطوير المهني المستمر)، والعمل التطوعي، والعمل ضمن فريق مترجمين أصحاب خبرة قد يساعدك في الرفع من مستوى خبرتك. إلى جانب أن هذه الطرق تساعدك في الحصول على علاقات قيمة قد تخدمك مستقبلاً في مشوارك المهني، بطريقة لم تكن في الحسبان.
اختر مجال تخصصك
يوجد في مجال الترجمة التحريرية و الشفوية عدة مجالات متنوعة بوسعك أن تختار من بينها ما تكون متخصصاً به:
- المجال التقني
- مجال الأفلام
- المجال الأدبي
- المجال القانوني
- المجال الطبي
- المجال الأكاديمي
لكل مجال من هذه المجالات طريقته ومعاييره المحددة، والتي يجب عليك اتباعها قبل الخوض في ذلك المجال. اختر مجالًا واحدًا أو أكثر من مجال يلائمك طيلة مسيرتك المهنية؛ و سيساعدك الاختيار على الوصول إلى قمة طموحك بسرعة.
إن اختيارك للتخصص يعتمد على عدة اعتبارات: رغباتك الشخصية و/أو هواياتك، وخبراتك السابقة...الخ
احصل على عضوية في ‘networked’
بعد اختيارك للمجال الذي تريد أن تتعمق فيه، عليك الآن التقدم إلى من لهم شأن في مجال الذي اخترته، حيث أن أصحاب النفوذ في هذه المهنة بوسعهم مساعدتك لمنحك الأفضلية في حال بقيت على تواصل معهم، وبذلت جهداً ملموساً لإثبات وجودك. كما أن امتلاك بطاقة عمل شخصية له فوائد كبيرة جداً؛ إذ أن ذلك يعزز من احترافيتك، إضافة إلى أنها تمنح العملاء فرصة التواصل معك في حال احتاجوا لخدماتك.
تدرب، تدرب، واستمر في التدريب
تعد هذه أهم نصيحة لدعم مسيرتك المهنية في مجال الترجمة. واكب آخر المستجدات في مجال عملك، وداوم على التدريب، واستحضر شعور كما أنه لا وجود للغد للقيام بمزيدٍ من التدريب والممارسة. فكلما بذلت جهدًا أكبر، كلما أصبحت أكثر تمكناً واحترافية، فلا يقوم مقام التدريب أي شيء لتتمكن من الوصول إلى القمة.
لذلك إذا كنت تطمح لأن تكون مترجمًا تحريرياً أو شفهيا محترفاً، فإن عليك تطبيق تلك النصائح لتصل إلى النجاح. وكلما أسرعت بتطبيقها كان تقدمك أسرع، وستنعم بمهنةٍ يحلم بها كثير من الناس.
المصدر :