لا تبحث باستخدام "جوجل" فقط: 3 طرق تُساعد الطلاب على الاستفادة القصوى من البحث في الإنترنت

ترجمة: ميساء عابد

تدقيق: خلود الخنيني

مدة القراءة: 7 دقائق

إن للبحث في الإنترنت مزايا تعليمية عديدة، فعلى سبيل المثال خلصت إحدى الدراسات أن الطلاب الذين استخدموا استراتيجيات البحث المتقدم في الإنترنت حصلوا أيضًا على درجات أعلى في الجامعة.

 

ومع ذلك فإن قضاء المزيد من الوقت على الإنترنت لا يضمن اكتساب مهارات أفضل. وبدلاً من ذلك، تزداد قدرة الطالب على البحث فيه بنجاح من خلال التوجيه والإرشادات الواضحة.

 

يميل الشباب إلى افتراض أنهم باحثون أكفاء بالفعل، وغالبًا ما يفترض المعلمون والوالدين ذلك أيضًا. كما أن هذا الافتراض والاعتقاد الخاطئ بأن البحث يؤدي دائمًا إلى التعلم يعني أن الكثير من تدريبات الفصول الدراسية تركز على البحث من أجل التعلم ونادرًا ما تُركز على التعلم من أجل البحث.

 

ولا يُدرس العديد من المعلمين الطلاب كيفية البحث في الإنترنت تدريسًا واضحًا. وفي المقابل فغالباً ما يُعلم الطلاب أنفسهم وهم مترددون في طلب المساعدة مما لا ينتج عنه اكتساب المهارات التي يحتاجونها.

 

درستُ كيف يستخدم الشباب الأستراليون محركات البحث لمدة ست سنوات، وأظهر كل من طلاب المدارس وطلاب الدراسة المنزلية (وهي المجموعة التعليمية الأسرع نموًا في البلاد) بعض سمات البحث في الإنترنت التي لا جدوى منها؛ فعلى سبيل المثال أمضت كلتا المجموعتين على مواقع الويب غير المتعلقة بالموضوع وقتًا أطول من تلك المتعلقة به، كما أنهت عمليات البحث باستمرار قبل العثور على المعلومات المطلوبة.

 

وفيما يلي ثلاثة أشياء ينبغي على الشباب أخذها في الاعتبار للحصول على كامل المزايا خلال البحث في الإنترنت:

 

1. البحث عما هو أكثر من مجرد حقائق منفصلة .

 

يجب على الشباب استكشاف المعلومات وتجميعها والتحقق منها على الإنترنت، بدلاً من مجرد إيجاد شيء واحد ثم المضي قدمًا.

 

إن محركات البحث توفر فرصًا تعليمية لا حصر لها، لكن العديد من الطلاب لا يبحثون عادةً إلا عن حقائق منفصلة، وهذا يعني أنهم ليسوا أفضل حالًا مما كانوا عليه قبل 40 عامًا عند استخدامهم الموسوعة المطبوعة .

 

من المهم للباحثين استخدام كلمات رئيسية واستفسارات مختلفة ومواقع متعددة وعلامات تبويب البحث (مثل الأخبار والصور).

 

وتضمن جزء من بحثي لدرجة الدكتوراة (والذي لم ينشر بعد) مراقبة الشباب ووالديهم في استخدام محرك بحث لمدة 20 دقيقة. وفي ملاحظة واحدة (نموذجية) كتب أحد أفراد الأسرة بالمنزل في "جوجل" "كم عدد نمور سومطرة المهددة بالانقراض" حيث يدخلون إلى موقع واحد ويكتفون بقراءة جملة واحدة.

 

ومن ثَم يكتب أحد الوالدين هذه "الإجابة" وينتقلون للموضوع التالي (الذي لا علاقة له بالموضوع السابق) وهو زراعة البذور.

 

كان بإمكان الطالب أن يتعلم أكثر بكثير لو بحثوا عن الأسئلة التالية:

أين تقع سومطرة؟

لماذا تعد النمور مهددة بالانقراض؟

كيف يمكن للناس مساعدتهم؟

 

لقد بحثت في "جوجل" باستخدام الكلمات الرئيسية "نمور سومطرة" بين علامتي التنصيص، وأعطتني النتائج الواردة القدرة على عرض لقطات ناشيونال جيوغرافيك للنمور والدردشة الحية مع خبير من الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) عنهم.

 

كما أن النقر على علامة تبويب "الأخبار" باستخدام ذات التساؤل يعرض قصصًا إعلامية متداولة، بما في ذلك نمرين قادمين إلى متنزه الحياة البرية الأسترالي وتأثير زيت النخيل على الفصائل ؛ فالتغييرات الصغيرة في تقنيات البحث تحدث فرقًا كبيرًا في الفوائد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت.

 

2. على رسلك .

 

في كثير من الأحيان نفترض أن البحث يمكن أن يكون عملية سريعة، فقد أمضت أُسر المدارس المنزلية ممن شملتهم دراستي 90 ثانية أو أقل بالمتوسط ، في مشاهدة كل موقع على شبكة الإنترنت والبحث عن موضوع جديد كل أربع دقائق.

 

وقد تعني سرعة البحث أن الطلاب لا يكتبون أسئلة بحث فعّالة أو يحصلون على المعلومات التي يحتاجونها. وقد لا يكون لديهم أيضًا الوقت الكافي للنظر في نتائج البحث وتقييم مواقع الويب للتأكد من دقتها وملاءمتها.

 

كما أكد بحثي أن الباحثين الشباب كثيرًا ما ينقرون على أبرز الروابط وأول مواقع الويب التي ترد لهم في أعلى الصفحة فقط، وربما يحاولون توفير الوقت بذلك. وهذه تعد معضلة باعتبار البيئة التجارية حيث يمكن شراء موضع الظهور في أعلى الصفحة مما يجعل الأطفال يميلون إلى اعتبار صحة كل شيء على شبكة الإنترنت أمرًا مفروغاً منه.

 

إن البحث السريع لا يعد مشكلة دائمًا، وتحديد الحقائق بسرعة يعني أن الطلاب يمكنهم قضاء الوقت في متابعة مهام تعليمية أكثر تحديًا - مثل تحليل الحقائق أو تصنيفها، بيد أن ذلك لا يعد صحيحاً إلا في حال مثابرتهم حتى يعثروا على المعلومات الصحيحة.

 

3. أنت المسؤول عن البحث، وليس "جوجل" .

 

يعتمد الباحثون الشباب كثيرًا على أدوات البحث مثل خاصية "هل تقصد"التي يقترحها "جوجل".

 

وبينما يشعر الطلاب الباحثون بالثقة، فقد وجدتُ في بحثي للدكتوراة أنهم أكثر ثقة في "جوجل" ذاته حيث شرح ذلك أحد الطلاب في الصف الثامن بقوله: "أنا معتاد على إجراء "جوجل" التغييرات اللازمة حتى يبحث عني".

 

ويمكن أن تعني هذه المواقف أن الطلاب يهملون الكلمات الرئيسية المناسبة للموضوع من خلال الموافقة تلقائيًا على التصحيح الآلي (الخاطئ في بعض الأحيان) أو التعامل  مع أي من هذه الاقتراحات المشابهة التي لا علاقة لها بالموضوع دون علم.

 

ويمكن أن يساعد تعليم الطلاب على اختيار مواقع الويب استنادًا إلى امتدادات أسماء النطاقات في التأكد من أنهم هم المسؤولون وليس محرك البحث. وعلى سبيل المثال المواقع التي يمكن شراؤها بسهولة ".com" تعطي محتوى تجارياً ، بينما المعلومات التي يمكن الحصول عليها من مواقع “.gov” أو ".edu" تكون أكثر دقة وجودة.

 

إن محركات البحث لديها إمكانات عظيمة لتوفير مزايا تعليمية جديدة، ولكن يتعين علينا أن نتوخى الحذر من افتراض أن هذه الإمكانات تشكل في واقع الأمر ضماناً .

 

 

 

 

المصدر :

https://world.edu/dont-just-google-it-3-ways-students-can-get-the-most-from-searching-online/ 

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 0 )