كيف أبني جسورًا ؟
ترجمة: ريم الجربوع
تدقيق: خلود الخنيني
مدة القراءة: 6 دقائق
منذ فترة وجيزة، قضيت أحد الصباحات في كتابة رسائل تعريفية لبعض الأشخاص لأسباب عديدة، منها:
واقترح علي أحد هؤلاء الأشخاص أن أكتب منشورًا أوضح فيه كيف أُعرّف الغرباء ببعضهم وهذا هو المنشور.
أحد الأمور التي أحبها في عملي هو أنني أتحدث إلى الأكاديميين عن أبحاثهم، وبما أنني أعمل في مكتب أبحاث تابع لكلية، فيتسنى لي أن أتحدث مع أشخاص من أقسام وكليات مختلفة وينتهي بي المطاف إلى معرفة القليل عن عمل الكثير من الأشخاص.
أتحدث من حين لآخر إلى باحثين ينظرون إلى جوانب مختلفة من المشكلة نفسها وأحب أن أعرّفهم على بعضهم البعض، وكثيراً ما أظن أنه لن يأتِ بنتيجة تذكر فربما يحتسون القهوة أو قد يمنعهم انشغالهم. إلا أنه عندما يتم الأمر فإنه ينجح نجاحًا كبيرًا إذ يلتقي هؤلاء الأشخاص ببعضهم لاحتساء القهوة والحديث عن اهتمامات كل منهم وفي بعض الأحيان هناك مجال لتطور الأمر أكثر إذ أنه في أغلب الأوقات يكون هذا اللقاء مجرد استراحة لطيفة وسط التسارع الذي يسود الأوساط الأكاديمية الحديثة. ولكن أرى أنه من الكافي أن أُعرّف الأشخاص بمن يحترم عملهم، ويمنحهم وجهة نظر مختلفة حول أبحاثهم وأن أخلق رابطاً ضعيفاً بين الصوامع الأكاديمية.
لكل شخص أساليب مختلفة لتعريف الأشخاص ببعضهم ولا أعتقد أنه من المهم كثيرًا كيف تقوم بذلك طالما أنك لا تخشى القيام به. وقد تشعر بأن الأمر فيه جرأة لاسيما عندما يتعلق الأمر بطرفين بينهما علاقة سلطة مختلفة. ومع ذلك لم أتلقَ أبدًا أي تعليقات سيئة من الأشخاص الذين عرفتهم على بعضهم. ومن حين لآخر يرد علي بعض الأشخاص بأنهم يعرفون بعضهم ولا ضير في ذلك فقد ذكر شخص ما مؤخراً أنه يعرف الطرف الآخر ويعرف عمله لكنهما لم يدركا أن عملهما الحالي قد وصل إلى نقطة التقاء؛ وكم كان ذلك مبهجًا.
عمومًا فإنني أُعرّف الأشخاص الذين أحترمهم فقط ببعضهم أي أنني لا أُعرّف إلا الأشخاص الذين أكون على استعداد لاحتساء القهوة معهم. فهناك بعض الأشخاص السامّين في الأوساط الأكاديمية، وأنا من أشد المؤمنين بقاعدة "لا للحمقى".
وأوضّح منذ البداية أن هذه مجرد فرصة للتعارف وبهذه الطريقة بإمكان الأشخاص حذف رسالة البريد الإلكتروني إذا لم يكونوا مهتمين بالأمر والمضي قدمًا.
العنوان: تعريف – بروفيسور يحتاج منحة، ودكتور يريد تمويلاً .
والنبرة غير الرسمية في هذا السياق للإشارة إلى أن هذا اللقاء اجتماعي وليس مهني.
مرحبًا كريس و أش
أثناء حديثي معكما مؤخرًا، أدركت أن كل منكما يعمل على مواضيع متشابهة، وتهدف هذه الرسالة إلى تعريفكما ببعضكما البعض، في حال لم تكونا على دراية بعمل بعضكما.
ثم أقدّم وصفاً موجزاً لعملهما ورابطًا لصفحتهما الشخصية.
كريس، أش يريد تمويلاً، انظر إلى...
https://example.com/staff/ash_wantsfunding/
أعتقد أن هذا كان مشابهاً لما كنت تتحدث عنه...
أش، كريس يحتاج منحة، قام بعمل رائع في...
https://example.com/staff/chris_needsgrant/
عندما تحدثنا ذلك اليوم ، ذكرني بـ...
وأعتقد أن من المهم ذكر الصلة التي أراها بين عملهما بوضوح وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه التعارف، فهي تزودهما ببذرة للمناقشة. قد أكون مخطئاً وليس هناك صلة وهذا أمر وارد فأنا لست خبيراً في أي من مجالاتهم فأنا أحاول المساعدة فقط.
أتردد في تضمين دعوة صريحة للعمل في هذا النوع من التعريف؛ وإذا قمت بتضمين شيءٍ ما، فاحرص أن يكون وديًا مثل: "قد ترغبا في اللقاء لاحتساء القهوة". لن أستخدم هذا النوع من التعريف أبداً لتشجيع الأشخاص للتقديم على منحة معا، حيث أعتقد أن أفضل الروابط تنشأ عفوياً، بدلاً من التخطيط لها (نعم أفهم التناقض الضمني فيما أقوله).
عندما كنت أقدم صديقتي التي تبحث عن وظيفة، كنت بحاجة إلى تضمين دعوة صريحة لاتخاذ إجراء حيث التعريف مختلفاً بعض الشيء. كنت بحاجة إلى التحدث عن المهارات التي تمتلكها صديقتي، ولماذا أرى أن الشخص الذي أوصي به سيكون جيدًا للعمل لديهم. وهذا يعني أنه كان أكثر تنظيماً قليلاً:
كريس, أش انهت عملها [ذكر عملها السابق] وتبحث الآن عن عمل.
https://example.com/staff/ash_wantsjob/
أنا أعرفها من خلال عملها في... [كيف أعرفها، ولماذا أعجبت بعملها]. وإحدى مهاراتها الأساسية [لماذا أرى أنها جيدة]. والتزاماتها العائلية أي ما تستطيع عمله تحديدا [أي قيود على عملها]. و أرى أنهم يبحثون عن [نوع العمل التي يبحثون عنه].
وإذا كان بإمكانك تخصيص بعض الوقت للتفكير في عملٍ يناسبها، أو تقديمها إلى أشخاص آخرين قد يساعدونها، سأقدّر لك ذلك.
أش، كريس مدير رائع [ذكر منصبه].
https://example.com/staff/chris_greatmanager/
علاوة على ذلك، فهو [خصائص شخصيته التي تجعله مديرًا رائعًا]. عندما أرادت الجامعة [ذكر العمل الاستثنائي الذي عمله]. أعرفه عندما كان [كيف تعرفت عليه ولماذا أُعجبت به].
أشعر أنه من المهم مراعاة التعارف من كلا الجانبين إذ أنني لن أوصي مطلقًا بأي شخص أرى أنه سيكون موظفاً غير كفؤ، ولن أوصي مطلقًا بشخص إذا كنت أرى أنه سيكون مديرًا فاشلًا.
كما أنني لا أستطيع أيضاً أن أكذب فأنا أثق بكل رأي قدمته، لذا يجب أن أؤمن به بكل إخلاص. هذه ليست ادعاءات مدعومة بأدلة كتلك التي قد تضمنها في طلب المنحة فأنا استند على فهمي للأشخاص المعنيين واعتقادي بأنهم سيستفيدون من التحدث إلى بعضهم.
ومن خلال وجود نموذج ثابت، فإنني أقلل الوقت الذي أحتاجه للتفكير في هذا الأمر لذا فإن الأمر عادة لا يستغرق وقتاً طويلاً.
تقضي صديقتي إجازة تفرغها العلمي في ملبورن، وطلبت مني أن أقدمها إلى أشخاص ربما يكونون مهتمين بعملها. لا أعرف إلا ثلاثة أو أربعة أشخاص قد يكونون مهتمين بالأمر، لذا ربما يستغرق الأمر مني ساعة تقريبا.
هذه هي طريقتي وقد نجحت معي. ولكن قد تختلف طريقتك عني، لذا أخبرني إذا كانت مناسبة لك.
المصدر :
https://world.edu/how-i-build-bridges/