تأثير جائحة كورونا على خطط الشباب المهنية

ترجمة: ليما عبد

تدقيق: لولوه الحسيان

مدة القراءة: ٦ دقائق

كان لجائحة كورونا أثراً بالغًا وقد يكون مدمراً على حياة الشباب في بريطانيا. فالعرقلة التي حدثت في نتائج طلاب المستوى المتقدم في التعليم العام GCE هي إحدى الأمثلة البارزة على ذلك، لكنها ليست الاتجاه الوحيد الذي تأثر بوظائف الشباب المستقبلية.

 

يقع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦-٢٤ عاما ضمن أكثر المتضررين من هذه الجائحة، فهم الأكثر عرضة للبطالة، كما أنهم يواجهون انخفاضا في فرص التوظيف والتدريب.

 

يركز بحثي على ما يتخذه الشباب من قرارت حول مستقبلهم، ومن ضمن ذلك مدى تأثير الطبقة الاجتماعية وموقع السكن على قرارات من تتراوح أعمارهم بين ١٦-١٨ عاما عند انتهائهم من الدراسة. وقبل فترة كجزء من مشروعي البحثي ناقشت عشرة من الشباب عن مدى تأثير جائحة كورونا على خططهم للمستقبل.

 

خطط معطلة:

كنت قد قابلت هؤلاء الشباب قبل نحو عام عندما كانوا في مرحلة تعليمهم الإضافي لتحصيل المستوى المتقدم لشهادة التعليم العامة أو للكفاءات المهنية. جميعهم حصلوا على شهادة الثانوية العامة GCSE ودرجاتهم المتوقعة في المستوى المتقدم أو في شهادة الدبلوم الوطني العالي تجعل قبولهم بالجامعة أمرا ممكنا جدا، ومع ذلك فقد كان عديد منهم يتطلعون إلى إيجاد وظيفة أو البدء بمخططات تدريبية أو الالتحاق بالتدريب المهني أو العودة للحصول على المزيد من الدراسة. وكان بعض منهم غير متأكد تماما مما يريد القيام به بعد إنهائهم المرحلة الجامعية.

 

أكد ستة من هؤلاء الشباب بأن الجائحة (والإغلاق الكامل الذي فرضته الحكومة) قد أبطأ أو قلص فرص عملهم أو تقديمهم للدورات التدريبية أو أخر تواريخ بدء التدريب. ووصف روبين، على سبيل المثال، كيف عملت بعض الشركات التي كانت تمنح التدريب المهني إما على تعليق طلبات الالتحاق أو على التوقف عن قبولها.

 

وكان هذا الوضع مشابها لدى بيكي أيضا التي كانت تعمل في شركة توصيل البيتزا أثناء بحثها عن فرص عمل أخرى. فقد أوضحت أن الجائحة زادت من صعوبة إيجاد توظيف بديل أو الحصول على الدعم من الآخرين  حول فرص التعلم والتدريب.

 

الرسالة العظمى وراء ذلك كانت محبطة: المماطلة في الفرص وإبطائها، وتقليص آفاق العمل، واغلاق استقبال طلبات التدريب. زاد من صعوبة البعد عن الوظائف ذات الدوام الجزئي غير المرضية أو قليلة الأجر.

 

وقد أثبتت هذه التجارب صحتها من خلال نتائج أبحاث أخرى، وجدت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة القرار الفكرية أن ثلث الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨-٢٤ عاما خسروا وظائفهم نتيجة الجائحة، بينما وجدت مجموعة حملة Hope not Hate أن ٥٥٪ من الشباب المشاركين في هذه الدراسة كانوا مؤمنين بأنه تم  الحد من خياراتهم للمستقبل.

 

كان الشعور بعدم الاستقرار محبطا للغاية لبعض الأشخاص، ومع ذلك فقد احتفظ الشباب الذين تحدثت إليهم بالأمل بأن الفرص ستظهر مجددا فور زوال الجائحة. ولم يذكر أحد منهم بأن تغيرا جذريا قد حدث لرأيه أو أنه يتوقع سلوك طريق مختلف تماما نتيجة لذلك.

 

عدم اليقين والتخوف:

رغم ذلك، فقد كانت المخاوف التي يشعر بها هؤلاء الشباب ملفته للنظر لأن الذين قابلتهم في بحثي السابق لم يعربوا عن هذا القدر من الشعور بعدم اليقين بل كان لديهم قدر عالٍ من التفاؤل بأنهم سوف يؤمِّنون فرصا وظيفية في المناطق المدنية، ومعنى هذا بالنسبة للعديدين هو الانتقال بعيدا عن منازلهم.

 

ومع ذلك، فقد كانت غالبية خطط هؤلاء الشباب تتسم بالكثير من التردد. ففي حين أنهم كانوا يشعرون بأن الذهاب إلى الجامعة والانتقال بعيدا عن المنزل كان السبيل للحصول على وظيفة أفضل، لكن القليل منهم كان على يقين بما سيفعلوه بالضبط في المستقبل في ما يتعلق في حياته العلمية والعملية.

 

تشير تجارب هؤلاء الشباب، في بحثي الحالي والسابق، إلى الهشاشة التي تتسم بها هذه المجموعة فيما يتعلق بالقرارات حول مستقبلهم. فخطط الشباب وآمالهم وتطلعاتهم تتغير. ومساراتهم وانتقالاتهم عبر التدريب والتوظيف بعد سن ١٨ عاما لا تسير بخط مستقيم لدى العديدين، بل لها مسارات وتحولات غير متوقعة. فهي غالبا تتأثر بحالات وظروف خارجة عن إرادتهم.

 

وهذا ينطبق خاصة على الشباب الذين لا توجد لدى عائلاتهم خبرات بالتعليم العالي، أو مصادر مالية أو ثقافية أو اجتماعية تدعم انتقالا أسهل بعد سن ١٨ عاما.

 

ففي بيئة مليئة بالتردد قد يكون التراجع عن فرصة وظيفية أو التوقف عن الالتحاق بالدورات التدريبية أمرا مدمرا، وخصوصا لمن لا يستطيعون الحصول على التعليم العالي. فإن كان من الصعب إيجاد فرص للعمل والتدريب، فإن الشباب الذين هم أصلا عرضة للإصابة بمشاكل في الصحة النفسية قد يصابون بشعور متفاقم من القلق وعدم اليقين في هذا الوقت.

 

ويعد تقديم الدعم للشباب وتوجيههم في هذه الأوقات المتقلبة أمرا بالغ الأهمية. وقد تلعب المدارس والكليات ومقدمو التدريبات دورا حيويا من خلال مد أيديهم لتقديم الدعم عندما لا تنجح الأحلام والآمال والخطط. فخير ما نتعلمه من هذه الجائحة هو أنه علينا التعاطف مع الشباب الذين يشقون طرقهم في هذا الوقت الثمين وشديد الصعوبة، ومنحهم الرعاية.

 

 

المصدر:

https://world.edu/how-the-coronavirus-pandemic-is-affecting-young-peoples-career-plans/

 

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 0 )