لماذا وضع الحدود أمر صعب؟ ومالذي نفعله لنسهله علينا؟
أصبحت مؤخراً وأكثر من المعتاد أجاهد بوضعي للحدود. قبلت دعوة زميل قديم لشرب القهوة رغم أني لا أريد الذهاب. لم أخبر المربية بأن تأخرها يومياً لم يكن شيئًا محببًا. حملت بالأمس ابنتي ذات الخمسة عشر كيلو لنصف ساعة لأنها لم ترد أحداً غيري.
لماذا نجد الحدود صعبة جداً؟
عندما نضع الحدود، فنحن نقول لا للأمور التي لا نرغب بها. ونحن هكذا نخبر الناس بما لا يناسبنا أيضا. إن أكثر الأسباب الشائعة التي تجعلنا نفشل في إقامة الحدود ترتبط بنا أكثر من ارتباطها بالأخرين:
• اهتمامنا لآراء الأخرين:
كنت على وشك رفض طلب زميلي عندما همّ أحد الأصدقاء قائلًا أنه لم يرفض أبداً دعوة من خريج بنفس المنصب، وكان منطقه هذا كافياً لأفكر بأن رفضي للطلب سيكون وقاحة مني.
• خوفنا من العواقب:
نحن عادة لا نضع الحدود مع مدرائنا أو عملائنا مخافة ماقد يترتب على وظائفنا. وربما لن نقول لا لعائلاتنا لأننا لا نريد إزعاجًا من والدينا أو نوبات غضب من أطفالنا. وأنا لم أضع حدودي مع المربية لأنني كنت خائفة مما قد تفعله لأطفالي إذا غضبت.
• خوفنا على سمعتنا:
نريد أن نكون أشخاص جيدين، وموظفين جيدين، ووالدين وشركاء وأصدقاء جيدين. الرفض لأي طلب في بعض الأوقات يشكل خطراً على نظرتنا لأنفسنا كأشخاص جيدين. رفضي بأن أحمل طفلتي قد يؤذي صورتي كأم حنونة. أرى عادة أن عملائي في التدريب -الذين يعانون مع وضع الحدود في العمل- انتقاديون للناس الذين يضعونها في وظائفهم، لأنهم يظنون بأنك غير مخلص في عملك. فهذا الحكم يجعل من الصعب عليهم وضعهم لحدودهم الخاصة.
نعاني من صعوبة وضع الحدود نتيجة للسيناريوهات من طفولتنا. فإذ لم يكن والدينا جيدين في وضع الحدود أو لم يحترموا الحدود التي وضعوها لنا سيكون من الصعب علينا أن نضع حدودنا، أيضا لوضع الحدود اتصال قوي بتقديرنا لذاتنا وهل احتياجاتنا هامة بما يكفي لإحترامها؟
ماهي العواقب؟
نفشل في عيش حياة تمثلنا إذا لم نضع حدودنا ونعيش بدل منها حياة يتوقعها الآخرين، وسيكون هذا ندمنا الأكبر في نهاية حياتنا وفقاً لما قالته بروني وير التي عملت ممرضة في دار المسنين.
وبصفة أكثر تحديداً، فنحن بعدم وضع الحدود:
• نحطم العلاقات التي نحاول حمايتها: وجد الباحث برينيه براون أن الناس الذين لم يضعوا حدوداً أصبحوا مستائين اتجاه علاقاتهم وكانوا أيضاً أقل عطفاً. وقال روبرت فروست: "الأسوار الجيدة تصنع جيراناً طيبين." فالتضحية بأنفسنا من أجل الآخرين تضر العلاقة أكثر مما تنفعها.
• نتخلى عما يهمنا: وقتنا وطاقتنا زائلة. بفشلنا في إقامة الحدود قد نهمل صحتنا وعائلتنا وعملنا ومشاريعنا الإبداعية أو أي شيء آخر نهتم لأمره. وأثناء هذه العملية نتبع منهج شخص آخر ونضحي بمنهجنا.
• نخاطر بالإرهاق: فالحدود الضعيفة سواء في العمل أو العلاقات الشخصية يمكن أن تؤدي إلى الإنهاك.
كيف تغدو أفضل في وضع الحدود؟
• كن واضحاً فيما ترغب وما لا ترغب: اقضِ بعض الوقت للتواصل مع نفسك وإحتياجاتك. قد يساعدك التأمل والتدوين والمحادثات الانعكاسية.
• ابنِ قوانين تسهل اتخاذك للقرارات: يعجبني قانون جيمس ألتشر المتعلق بمتى نقبل دعوة ما. وهذا فقط إذا ما استوفت الدعوة معيارين من أصل ثلاثة: أن تكون الدعوة مدفوعة، أو مسلية، أو سيتعلم منها. أما ديريك سيفرز عمم الفكرة القائلة: إذا لم تكن إجابتك "بالطبع نعم" فعندها من اللازم أن ترفض. وأنا لدي قوانين في مذكراتي على سبيل المثال: أيام للعائلة وأيام للعناية الشخصية. وأنت ماهي قوانينك؟
• حضر لنفسك مخرج: إذا كنت تتشوق لرفض دعوة لا تريدها، أتح لنفسك بكل ارتياح بعض الوقت قبل أن تجيب. قل لا! وعلق بأنه أمر غير شخصي. يمكنك التوضيح لتهدئ الأمور على نحو أفضل. لكن، لا تحتاج للمبالغة في التوضيح. كل شخص لديه الحق في تحديد مايريد ومالا يريد أن يفعل.
وهنا بعض الأفكار الأخرى عن كيف تقول لا بتهذيب:
• امتلك بعض التصورات حول إجرائك لمحادثات صعبة: لو أنني أنشأت جلسة توجيهات طبيعية مع المربية من البداية، لكان وضع الحدود أيسر علي.
• خصص بعض الأوقات المنتظمة لمراجعة مايجدي ومالايجدي مع الأشخاص المهمين في حياتك: من المهم تفضيل شعور عدم الراحة في وضع الحدود على الإستياء الذي ستشعر به إذا لم تقم بوضعها.
إجراءات مطلوبة:
• من هو الذي تعاني معه في إقامة حدود صحية بينكم؟ ماهي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحسين الموقف؟ كيف ستختلف حياتك بمجرد أن تقيم حدود صحية؟
• وارن بافت قال مرة "الأختلاف بين الناجحين والناجحين للغاية هو أن الناجحين للغاية يقولون لا لكل شيء تقريباً"
• قول لا للأمور التي لاتريدها سيساعدك بخلق المساحة للأشياء التي تريدها. حظًا موفقًا!
المصدر: