اللغة مقابل الاتصال: هما ليسا نفس الشيء

ترجمة: آلاء الحازمي

تدقيق: تهاني رمّاني

مدة القراءة: ٦ دقائق

تُستخدم كلمتي "لغة" و "اتصال" بشكل متبادل في عدة حالات، بحيث نستخدم أحدهما أو كلتاهما بغرض الإشارة لمحادثة شخص ما إلى شخص آخر. ومع ذلك، هناك تفرع مستقل بين المصطلحين -اللغة مقابل الاتصال-.  

في الواقع، لدى كل كائن حي طريقته الخاصة للتواصل، فالأسماك تقفز من أجل المرح، والطيور تغرد لنقل دوافع مختلفة، وكثير من هذه الاتصالات بلا شك غير مفهومة بالنسبة لنا.  

وتنبح الكلاب وتموء القطط وتخور الأبقار وتصهل الخيول، ومع هذا لا نستطيع القول بأنهم مرتبطون في تواصل لغوي.

هذه الضوضاء أو التفاعلات الأخرى تعني التواصل أيضاً أو نقل لمعلومات من نوع ما. ومع ذلك، كل هذا لا يعد تواصلاً لغوياً.

إن اللغة هي أبرز أشكال التفاعل الذكي، وتقتصر على الكائنات الأعلى قدرة بيولوجياً في الكون، كالبشر على وجه التحديد. فليس هناك مخلوق حي آخر يتواصل لفظياً ويختصر ذلك التواصل اللفظي إلى نسخة مكتوبة كذلك.

 

اللغة مقابل الاتصال

شتّان ما بينهما ومع ذلك يشتركان في العمل.

 

تعريف اللغة

اللغة هي نشاط بشري صريح يهتم في انتقال المشاعر والأفكار من شخص إلى آخر. وهي الطريقة التي نعبر بها عما نفكر أو نشعر به من خلال أصوات ورموز على هيئة كلمات مكتوبة أو منطوقة وإشارات وإيماءات تحمل معنى محدد.

واللغة هي الوسيلة الأساسية للتواصل بين البشر. فمن خلال التواصل اللغوي مكتوباً كان أو منطوقاً، يمكننا مشاركة أفكارنا وآرائنا ومشاعرنا مع شخص آخر.

فالغرض من اللغة هو تبسيط الأفكار المعقدة والمجردة. ولذلك هناك لغات متنوعة يستخدمها أناس يقيمون في مناطق مختلفة أو ينتمون إلى مجتمعات مختلفة.

على مر الزمن، كانت اللغات متوارثة لفظياً عبر الأجيال وتدريجيا اُختصرت لشكل ما من أشكال السجلات المدونة. واللغة كأداة تظهر أولياً في القنوات السمعية وتكون قابلة للتغيير الديناميكي.

النسخة المكتوبة للغة تتجسد في مجموعة غير متغيرة من المواد والتي تمكن الآخرين من تعلم التواصل في لغة مطروحة، ولذلك قد أصبحت معونة حيوية للاتصال البشري العالمي.

 

تعريف الاتصال

حيث أن اللغة أداة، يكون التواصل تجربة.

يُوصف التواصل على أنه، "فعل تبادل الأفكار، أو المعلومات، أو رسائل من شخص واحد أو من مكان إلى آخر، بواسطة كلمات أو إشارات مفهومة لكلا الطرفين." إنه نشاط حتمي لأي مجموعة من الكائنات الحية، لأنها الوسيلة التي يتآزر بها أعضاء المجموعة.

ويلعب الاتصال دوراً أساسياً في نجاح التعامل والتفاعل لأي مجموعة. كما يعتبر نشاط متبادل في جوهره، حيث يتكون من سبعة محاور رئيسية وهي: المرسل والمستقبل، الرسالة والرد، التشفير وفك التشفير والقناة.

تُشفر الرسالة ثم يرسلها الفرد (المرسل) إلى آخر (المستقبل) عبر قناة. وبعد ذلك، تُفك شفرة هذه الرسالة ويُستجاب لها، في حال كان التواصل ناجحاً.

وفي الوقت الحالي، تتوفر العديد من قنوات الاتصال المتاحة، كالتواصل وجهاً لوجه أو بالمكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي والكتيبات والإعلانات والتلفاز واللافتات والنشرات الإعلانية والأخبار وأكثر. 

ثم إن الردود أساسية، فعندها تكتمل دائرة عملية التواصل.

وتؤثر عملية التواصل على كل القنوات الحسية، حيث يمكنها الظهور بطرق متنوعة.

 

ويمكن أن يُصنف الاتصال بأنه:

  • شفوي
  • غير شفوي
  • مكتوب
  • مرئي (مخططات أو رسوم بيانية وإلخ...)

 

اللغة مقابل الاتصال: الفوارق الرئيسية

الاختلافات الرئيسية بين اللغة والتواصل هي كالآتي، وكل ما عليك فعله هو ملاحظة العلاقة بينهم بغض النظر عن الفوارق:

١/ اللغة: هي إحدى نُظم الاتصال والتي تعتمد على رموز شفهية وغير شفهية لنقل المعلومات. أما الاتصال: فهو طريقة لتبادل الرسائل أو المعلومات بين شخصين أو أكثر، وتكون هذه الرسائل هي الهدف.

٢/ تُعد اللغة أداة من أدوات الاتصال، بينما يتجسد الاتصال في عملية نقل الرسالة.

٣/ تتغير اللغة بفاعلية، بحيث نستطيع إنشاء كلمات جديدة. وفي المقابل يعتبر الاتصال ساكن، فخطواته الأساسية تبقى كما هي دون تغير.

٤/ لا تتغير أساسيات الاتصال، ومع ذلك تُضاف كلمات جديدة يومياً لقاموس اللغة.

 

اللغة مقابل الاتصال: العمل معاً

نجد أن التواصل مع الآخرين هو حاجة بشرية لا يمكن الاستغناء عنها. فالعيش الصحي يتضمن التفاعل والانخراط مع الآخرين. وأسلوبنا الأساسي للقيام بذلك يكون عبر لغة مشتركة.

وبينما نكتسب القدرة على التواصل عبر اللغات، فإننا نحقق التفاعل على المستوى العالمي. فهي ليست حقاً اللغة مقابل التواصل؛ إنما لغة وتواصل.

حضور اللغة المشتركة يعتبر عنصراً هاماً لتأدية المهام الحيوية مثل الأعمال والتعليم. نحن نعيش اليوم في مجتمع عالمي مترابط، حيث التواصل عبر لغة مشتركة أمر محتمل على نحو متزايد.

عموماً، يمتلك الاتصال مجالاً أوسع مما تملكه اللغة، حيث يحيط الاتصال باللغة. وهنا تشبيه جيد للعلاقة بين اللغة والاتصال وهو بالنظر إلى الاتصال على أنه سيارة، واللغة على أنها الطريق. سيارة الاتصال يمكنها المضي إلى نهاية طريق آخر (لغة أخرى)، أو حتى المضي خارج الطريق.

وتسمح لنا اللغة بالتواصل بطرق متنوعة، لكنها مجرد مجموعة من الأدوات في النظم الأوسع. وإلى جانب اللغة، تشمل مجموعة أدوات الاتصال عدة أمور مثل التعاطف والمعرفة ولغة الجسد وتعبيرات الوجه والحدس.

وأخيراً، تزدهر العلاقات من خلال الاتصال، بغض النظر عن اللغة المشتركة. لذلك، الأمر متروك للمنظمات والشركات للتواصل مع جمهورها المستهدف باستخدام لغة مشتركة صحيحة.

 

 

المصدر:

https://www.ilstranslations.com/blog/language-vs-communication-theyre-not-the-same-thing/

 

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 1 )
11 ديسمبر

ود

  • الساعة : 20:25 PM
  • 11 ديسمبر
مقالة مفيدُة أوضحت اللبس العام الذي قد يحتفظ به الاخرونُ ما بين اللغةُ والإتصال ، حيث أن اللغة هي بضع كلمات تعبرُ عن معنى او حدث بحد ذاته ، بينما التواصل هو طريقة إيصال هذه اللغةِ إما ان يكون إيصالهاُ لغوياً كمحادثه شفهيه أو كتابياً كرسالة وغيرها من