من السهل ارتكاب الهفوات في مقابلة العمل إن كنت متوترًا مهما بلغت خبرتك، ولكن يمكنك تجنب الأخطاء الشائعة في المقابلة إذا استعديت جيدًا. عندما نتحدث عن مقابلات العمل فالانطباعات الأولى مهمة جدًا لأن المنافسة على الوظائف الشاغرة شرسة. بالإضافة إلى أنك ستواجه عددًا من الخريجين الموهوبين لكل منصب تتقدم له. فمن الضروري انتهاز هذه الفرصة لإبراز أفضل صفاتك لتضمن أنهم سيتذكرونك. فيجب أن تكون جسورًا وتحسّن من أدائك فجميعنا لديه جوانب من شخصيته يمكنه تحسينها. فالأخطاء التي يمكنك تفاديها هي غالبًا ما يكلفك الوظيفة.

وفيما يلي بعض الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها في مقابلة العمل:

1- الذهاب للمقابلة دون استعداد

التحضير والاستعداد للمقابلة أمرٌ بالغ الأهمية كي تشعر بالثقة أثناء الإجابة على أسئلة من يقابلك. اقرأ عن خلفية الشركة، ومكانتها في السوق، ومنافسيها، وتعرّف على أعضائها الرئيسيين. واحرص على المعرفة التامة للوظيفة المعروضة وإلّا ستبدو كسولًا وغير مهتم. ومن الأوجه الأخرى للتحضير والاستعداد للمقابلة معرفة كيفية الوصول إليها في الوقت المحدد، والتعامل مع أي تأخير قد يواجهك. فلا توجد أعذار للتأخير عندما يتعلق الأمر بمقابلات العمل؛ لذا أظهر حماسك بالوصول في الوقت المحدد. في بعض الأحيان لا مفر من التأخير، وطالما أن الظروف خارجة عن إرادتك فلن يكون ذلك سببًا لاستبعادك خارج المنافسة. سجّل أرقام الأشخاص المعنيين بالمقابلة حتى تتمكن من إخبارهم إذا واجهت أي مشاكل في طريقك.

2 - ارتداء ملابس غير ملائمة

يجب أن تكون حسن الهندام، لذا اختر ملابسك بعناية واحرص على أن تكون نظيفة ومكوية. فارتداء الجينز الممزق مع حذاء رياضي لا يعطي انطباعًا مهنيًا. إذا قرأت عن الشركة التي سوف تتوظف فيها ستكون لديك فكرة عن قواعد الزي. على سبيل المثال، يكون الزي عادةً في الشركات القانونية أو التجارية رسميًا أكثر، بينما يكون في الشركات الإبداعية أو تكنولوجيا المعلومات مريحًا أكثر. ومع ذلك، احرص دائمًا على توخي الحذر إذا ساورك الشك. فالمبالغة في ارتداء الملابس الرسمية أفضل بكثير من ارتداء الملابس التي لا توحي بالجدية والمهنية. فيجب عليك أن تعيد التفكير وتغيّر زيك الذي اخترته إن كنت لا تمانع في ارتداء نفس الزي أو زيًا مشابهًا لقضاء ليلة خارج المنزل أو في عطلة نهاية الأسبوع. كما يجب أن تتأكد أن ملابسك تشعرك بالثقة وملائمة للوظيفة التي تقدمت لها.

3- التحدث كثيرًا أو العكس

قد يشكل تحقيق التوازن بين التحدث كثيرًا أو العكس تحديًا. ولكن قد تساعدك المشاركة في المقابلات العملية التي تجريها خدمة التوظيف في جامعتك في ضمان تقديم الكم المناسب من المعلومات. فالثرثرة خطأ شائع في المقابلة وغالبًا ما تكون نتيجة للتوتر. تجنب الحديث عن كل شيء مرة واحدة، فمن المهم أن تسوق لمهاراتك وخبراتك دون أن تثرثر. وبمجرد أن يُطرح عليك سؤال ما، توقف لبضع ثوانٍ وخذ نفسًا واجمع أفكارك قبل الرد. فإن كنت تتحدث كثيرًا أو بسرعة كبيرة، فقد تخاطر بمقاطعة من يجري المقابلة. والعكس صحيح! فنسيان ذكر النقاط المهمة والاكتفاء بالإجابات القصيرة غير الكافية ضار أيضًا. تدرب مسبقًا على إجابات لأسئلة المقابلات الشائعة لتفادي ما سبق، وحضّر أمثلة من دراساتك وخبراتك السابقة في العمل للاستفادة منها. تدرك وكالة التوظيف أن التوتر يؤثر على المتقدم للوظيفة. لذا إن لم تستطع التفكير فاطلب بأدب بضع ثوانٍ لجمع أفكارك، أو اسأل إذا كان من الممكن الإجابة على السؤال في النهاية حتى يتسنى لك الوقت للتفكير.

4- انتقاد أصحاب العمل أو الزملاء السابقين

من الأمور التي سوف تنسف فرص نجاحك هي الشكوى من الزملاء، أو لفت الانتباه إلى الجوانب السلبية لوظيفتك السابقة أو الحالية، أو التذمر من أرباب العمل. فهذا يعطي لوكالة التوظيف انطباعًا خاطئًا عنك، ويجعلهم يتساءلون عما ستقوله عنهم في ظروف مماثلة. كن دبلوماسيًا دائمًا بغض النظر عن سبب تركك لوظيفتك السابقة أو الحالية كي لا تعتقد وكالة التوظيف المحتملة أنك غدّار أو شكّاء. وبدلًا من إبراز أخطاء الآخرين، ركّز على الخطوات الإيجابية التي اتخذتها للتغلب عليها. فهذا سيُظهر مدى فاعليتك في العمل.

5- عدم طرح الأسئلة

ستسألك وكالة التوظيف مع اقتراب نهاية المقابلة إذا كان لديك أي أسئلة تود طرحها. لا تقل "لا" أبدًا! لا تضيع هذه الفرصة واستغلها في الحصول على إجابات لاستفساراتك عن الوظيفة والشركة التي ستعمل لديها. كما يُظهر طرح بعض الأسئلة المناسبة اهتمامك بالوظيفة المعروضة عليك. ويمكنك أن تسأل عن أي مشاريع كبيرة حالية يعمل عليها فريقك المحتمل، أو فرص التقدم، أو أين ترى الشركة نفسها في غضون خمس سنوات. تجنب السؤال عن نشاط الشركة -لأنه من واجبك إجراء بحث عنها- أو مدة الإجازة مدفوعة الأجر التي يحق لك الحصول عليها، أو إذا تم قبولك للوظيفة. وابتعد أيضًا عن طرح سؤال قد سبقت الإجابة عنه أثناء المقابلة. حاول قدر الإمكان تحضير سؤالين أو ثلاثة كي لا تطيل التفكير ويكون لديك مخزون أسئلة احتياطية.

كيف تنجح في المقابلة؟

من الجيد معرفة ما يجب تجنبه في المقابلة، ولكن هذا لا يغني عن معرفة ما يجب عليك فعله للفوز بالوظيفة. القول أسهل من الفعل دائمًا، فنحن ندرك بأنه من الصعب التغلب على التوتر في مقابلة العمل. ولكن من المهم أن تتغلب على التوتر إن كنت تريد إظهار الثقة. حاول الاسترخاء وإبراز شخصيتك الطبيعية ليتكوّن لدى وكالة التوظيف شعور جيد بمدى انسجامك مع فريق العمل. اطمئن فلن تتصل بك وكالة التوظيف لإجراء مقابلة معك إلّا وقد أعجبت بالفعل بما لديك من مؤهلات. وسوف ترسخ في أذهانهم بعد التدقيق في عدد لا يحصى من نماذج الطلبات. ويقطع الحماس والشخصية الإيجابية شوطًا طويلًا ويجعلانك مرشحًا أكثر جاذبية. أكّد رغبتك في الوظيفة والعمل لدى الشركة خلال المقابلة، وتحدث عن مستقبل الشركة ودورك فيها. فأرباب العمل يحبون الخريجين ذوي التفكير التقدّمي ممن يمكنهم الالتزام ومجاراة الآخرين.

مراعاة الأساسيات هي نصيحة جيدة أخرى. فلا تستهن بتأثير الأخلاق الحميدة أو الاتصال البصري المنتظم أو المصافحة القوية أو الابتسامة. كن مهذبًا مع كل شخص تتواصل معه لأنك لن تعرف أبدًا من قد يكون في لجنة الاختيار.

المصدر:

https://www.prospects.ac.uk/careers-advice/interview-tips/top-5-job-interview-mistakes