الإجابات التي غمرت قلبي فرحًا
ترجمة: ياسمين البشيتي
تدقيق: آلاء الحازمي
مدة القراءة: ٦ دقائق
قررت مؤخرًا اللحاق بسكة رجال الأعمال وذلك بأن أصبح مترجمًا إسبانيًا مستقل، وكبداية لذلك، أنشأت صفحة وشعار على منصة الفيسبوك، وموقعًا على شبكة الإنترنت. ومن شدة حماسي، لم أستطع أن أخفي فرحتي ولذلك سارعتُ بمشاركة مهاراتي اللغوية مع الشركات في المجتمع من حولي وفي عالم الإنترنت.
وبخلاف حماسي اللامتناهي في بادئ الأمر، إلا أنني واجهت صعوبة كبيرة من ناحية تسويق موقعي الإلكتروني، وايضًا بالرغم من حقيقة أنني شاركت الموقع مع العائلة وعدد من الزملاء بغرض وصوله لعينة أكبر، إلا أن ذلك ايضًا بدا بطيئًا ولا فائدة منه.
أصبت حينها بالإحباط قليلاً وحتى أنني قللت من قدراتي وظننت أنني لست مؤهلة لأداء مهمات الترجمة. ولكن بعد قراءتي العميقة في مجال الترجمة واستفادتي من خبراء الترجمة الآخرين، أدركت بأن انتظار العملاء لن يجدي نفعًا، وقد يطول كثيرًا.
لذلك، كان الحل الوحيد أمامي هو أن أباشر عملية البحث عن العملاء بنفسي، فبدلاً من وصول العملاء لي، علي أنا أن أبحث عن العملاء. ويبدو أنني كنت بصدد مفاجأة كبيرة!
إليك ما حصل؛ قمتُ بالتسجيل في مواقع الترجمة حيث بدا لي أنها تحمل العديد من الوظائف، لذلك فكرت بأن انتظاري لن يكون طويلاً وانني سأجد عملاء في أسرع وقت ممكن. ففي نهاية المطاف، أنا حاصلة على درجة الماجستير في قسم اللغويات الإسبانية مما جعلني أشعر بالثقة ناحية تعليمي ومهاراتي اللغوية وبهذا ثقتي بنفسي بدأت بالتزايد. ولكن سرعان ما علمت بأن العملاء يفضلون المترجمون أصحاب الخبرة، وسيرتي الذاتية لم تكن لتصمد أمام المترجمون ذوي الأربعين والثلاثين سنة خبرة، الذين كانوا بانتظار أن يضعوا أيديهم على العديد من هذه المشاريع والمهام.
ثم أصبت بالإحباط مرة أخرى حيث سألت نفسي: كيف يمكنني أن أكسب الخبرة إذا لم تتح لي أي فرصة؟
وبعد أن سلكت هذا المسار لمدة لا تقل عن أسبوع - لست بشخصية صبورة أليس كذلك؟ - أدركت أن هذه الطريقة أيضًا ليست الطريقة المثلة للبدء، لأني كنت بحاجة للعثور على الأشخاص الذين يعرفون أدائي ومهاراتي ولديهم لمحة عن عملي ويثقون به، حتى لو لم أكن أمتلك الخبرة الكافية، لكن من؟ وأين كان بمقدوري العثور على أحد هؤلاء الأشخاص الذين سيتيحون لي تلك الفرصة؟
وفي تلك الليلة وبينما أنا مستلقية على السرير أحدق في السقف، فكرت في اسم هذا الشخص صاحب مؤسسة معروفة في مجال التواصل الاجتماعي. وخطرت لدي تلك الفكرة وهي أن أعرض عليه ترجمة موقعه إلى اللغة الإسبانية إن رغب بذلك، ولكن في الوقت ذاته قلت لنفسي بأن من المحتمل أنه قام بترجمته مسبقًا.
في الصباح التالي، تصفحت موقعه على أمل ألا أجد نسخة إسبانية من الموقع. وفعلا لم أجد شيئا! هل من الممكن أن يكون هذا عاديًا في الوقت الذي تملك فيه المؤسسات المنافسة نسخة إسبانية من مواقعها حتى وإن بدت بأنها ترجمت ترجمة آلية بحتة.
حينها بدأت أشعر بأنني على وشك إيجاد أول عميل لي، وبعد تواصلي معه على عنوانه البريدي، تلقيت رده الذي أدهشني حقا.
أخبرني في رده بأنهم فكروا مليًا في هذا الأمر لسنوات، بل حتى أنهم أنشأوا صفحة على الانترنت للنسخة الإسبانية من الموقع إلا أنهم تراجعوا عن ذلك نظرًا للميزانية الضخمة المتطلبة.
هيا حدثني الآن عن اتباع احساسك الداخلي!
باشرنا بتبادل الرسائل البريدية وقمنا بإجراء لقاءات متكررة في مكتبه. ثم كلفني بترجمة موقعه كاملاً، وبصراحة؛ كان الأمر أبسط مما تخيلت بكثير حيث أنني عانيت في الوصول إلى العملاء عندما سجلت في بعض المواقع مثل موقعupwork.com أو freelancer.com وأنا لا أعني أي أعترض على فكرة هذه المواقع، بل هي قد تكون رائعة جدا لفائدتها على المترجم صاحب الخبرة الطويلة، أما بالنسبة للمترجم المبتدئ قليل الخبرة، فهي ببساطة مضيعة للوقت.
إن العثور على أول عميل لك يعد فرصة كبيرة في هذا المجال التنافسي. والبداية في هذا المجال ليست بالأمر السهل بتاتًا، لكن علينا جميعًا في نهاية المطاف أن نبدأ من نقطة ما. واما عن إيجادي لعميلي الأول فقد كان أمرًا أشبه بالمعجزة، لكنني أعلم بأني لو لم اتبع حدسي واحساسي، لما حظيت بهذه الفرصة أبدًا.
إن الدرس الذي أود تذكيركم به هو عدم تجاهل تلك الفكرة التي تخطر على بالك وأنت في سريرك، بل قم وأسعى لتحقيقها. لا تخف، فقد يستحق الأمر منك أن تحاول.
المصدر:
https://www.translationjournal.net/Featured-Article/the-response-that-completely-blew-my-mind.html