ثمانية نصائح تساعدك على قراءة الكثير من الكتب
ترجمة: زهراء الشهري
تدقيق: تهاني رماني
مدة القراءة: ٧ دقائق
كم كتابًا تقرأ؟
في مرحلة سن الرشد، كنت أقرأ خمسة كتب في السنة، حيث كنت أستغل فترة العطلة لقراءة اثنين أو ثلاثة كتب، بالإضافة إلى الكتب التي كنت اقرأها قبل النوم والتي تستغرق عدة شهور لإنهاء قراءتها.
ولكن فوجئت بنفسي حينما تمكنت من قراءة 50 كتابًا في عام واحد، وأتطلّع إلى قراءة 100 كتاب في هذا العام. في مرحلة ما بعد القراءة؛ شعرت بأنني أكثر إبداعًا في جميع مجالات الحياة. حيث أصحبت أكثر اهتمامًا بالقراءة، وكذلك الإحساس بأني أصبحت أباً أفضل، بالإضافة إلى تحسن مستوى كتابتي بشكل أفضل مقارنة بالمرحلة السابقة. ولذلك، كان زيادة معدل قراءتي هو المحرك الذي كان له الأثر الأكبر على العديد من الأمور الأخرى، وأشعر بالندم لأنني لم أمارس القراءة في سنٍّ مُبكر.
فلماذا انتظرت 20 عاماً لمعرفة كيفية قراءة الكتب؟
إن عالمنا الحالي مصمم لدعم التصفح السريع بدلاً من القراءة المتعمقة، لذلك استغرق هذا الأمر بعض الوقت لتحديد التغييرات في بعض السلوكيات لديّ، والتي أدت إلى ارتفاع معدل قراءتي. وهذا لا يعتمد على سرعة القراءة، فأنا في الواقع قارئ بطيء جدًا.
وإليك نصيحتي لجعل القراءة جزء من حياتك، بناءً على السلوكيات التي قمت بتعديلها:
اجعل المنزل مركز للقراءة:
في عام 1998، أجرى عالم النفس "روي باوميستر" وزملاؤه تجربتهم الشهيرة "كوكيز الشوكولاتة والفجل". حيث قاموا بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات وطلبوا منهم عدم تناول أي شيء لمدة ثلاث ساعات قبل التجربة. أُعطي أفراد المجموعة الأولى حبات من كوكيز الشوكولاتة والفجل، وقيل لهم أنهم لا يستطيعون تناول سوى الفجل. حصل أفراد المجموعة الثانية أيضاً على كوكيز الشوكولاتة والفجل، ولكن قيل لهم أنهم يستطيعون تناول أي منهما. أما بالنسبة لأفراد المجموعة الثالثة؛ لم يحصلوا على أي من الكوكيز والفجل. بعد ذلك، طلب الباحثون من المجموعات الثلاث محاولة حل لغز يستحيل حله؛ لمعرفة المدة التي ستستغرقها كل مجموعة. ومن المتوقع أن المجموعة الأولى التي بذلت قصارى جهدها في كبح إرادتهم عن تناول قطع كوكيز الشكولاتة الشهية، قد استسلمت في أقصر وقت.
إذاً، ما علاقة ذلك بالقراءة؟ أفكر في أن وجود التلفاز في غرفة المعيشة الرئيسية يشبه طبق الكوكيز الشهي. حيث أن العديد من البرامج التلفزيونية التي تلفت انتباهنا قد تقلل من رغبتنا في القراءة. وعبرت قصيدة "التلفاز" لرود دال عن فكرة استبدال التلفاز برف من الكتب المفيدة مكانه.
ففي العام الماضي، شرعت أنا وزوجتي بتنفيذ فكرة استبدال التلفاز الوحيد الذي نملكه بنقله إلى قبو المنزل ووضع رف كتب مكانه على الحائط بجانب الباب الأمامي. الآن نحن نرى هذه الكتب، ونمشي بجانبها، ونلمسها عشرات المرات في اليوم. وأصبح استخدامنا للتلفاز محدود جداً إذا كانت هناك مباراة نهائية لفريقي المفضل أو عرض موسم جديد من مسلسلي المفضل.
أعلن عن خطة للقراءة أمام الآخرين:
شارك روبرت سيالديني في كتابه الأساسي "التأثير: سيكولوجية الإقناع"، دراسة علم النفس التي تبين أنه بمجرد أن يضع الناس رهاناتهم على فوز أحصنتهم في مضمار السباق، فإنهم أكثر ثقة بفرص الفوز مما كانوا عليه قبل وضع الرهان. الالتزام، وهذا ما أراد توضيحه الكاتب بأنه أحد الأسلحة الكبرى للتأثير الاجتماعي. لذا لم لا نشبه أنفسنا بحصان السباق؟ قم بالمراهنة على مقدار قراءتك بفتح حساب للقراءة في "Goodreads" أو في "Reco"، ثم قم بتحديث ملفك الشخصي في كل مرة تقرأ فيها كتابًا. أو ضع قائمة بالبريد الإلكتروني لإرسال مراجعات قصيرة عن الكتب التي تقرأها، وافعل ذلك كل شهر مع البريد الإلكتروني الشهري لنادي الكتاب. لقد اقتبست هذه الفكرة من المؤلف رايان هوليداي الذي لديه قائمة رائعة ومميزة للقراءة.
اعثر على قوائم مُنسقة وموثوقة:
تصدر دور النشر أكثر من 50,000 كتاب سنويًا. فهل لديك وقت لتصفح 1000 كتاب جديد في أسبوع واحد؟ لا أحد يستطيع فعل ذلك. لذا، نقوم باختصار الوقت واللجوء لقراءة المراجعات والتقييمات المنشورة على موقع أمازون. ولكن هل يجب أن نحصل على قوائم القراءة الخاصة بنا من المتاجر؟ إذا كنت مثلي من محبي متابعة قسم "مختارات الموظفين" الموجودة في المكتبات المستقلة، فلا شيء يضاهي شعور شراء الكتب المفضلة لدى الشخص. يمكن أن يكون العثور على عدد قليل من القوائم المنسقة والموثوقة أمرًا بسيطًا؛ مثل قوائم البريد الإلكتروني، ولكن مع القليل من البحث فإنه من المحتمل أن تجد القائمة التي تتوافق تمامًا مع ميولك. سأذكر لكم بعض القوائم التي أحبها شخصيًا وهي: قائمة قراءة "بيل جيتس"، وقائمة القراءة لـ "ديريك سيفرز"، وقائمة "تيم فيريس".
غير طريقة تفكيرك فيما يتعلق بالتوقف عن القراءة:
أن تتوقف عن إنهاء قراءة كتاب ما وتشعر بالضيق حيال ذلك، فهذا شيء. وأن تعجز عن إنهاء قراءة كتاب ما وتشعر بالفخر فهذا شيء آخر. كل ما تحتاج فعله هو تغيير الطريقة التي تفكر بها وأن تقول: "يا للروعة! لقد تخلصت أخيراً من هذا الكتاب الممل وسأبدأ بقراءة ذلك الكتاب الجديد". هناك مقال "The Tail End" للكاتب " تيم أيربان" والذي يرسم صورة مذهلة عن عدد الكتب المتبقية والتي لم تنهي قراءتها في حياتك. وبمجرد استيعاب هذا العدد الضخم، سترغب في اختراق ذلك والوصول إلى واحة من الكتب لكي تختار منها كتابك الجديد.
لكل كتاب سأقرأه حتى النهاية، أتوقف عن قراءة ثلاثة أو أربعة كتب. أقوم بتطبيق "اختبار الصفحات الخمس الأولى" قبل شراء أي كتاب للتحقق من أسلوب وسلاسة المؤلف ولغته، فإن شعرت بأنني لن استمر في قراءة الكتاب، فسأتراجع عن شرائه.
احصل على الأخبار المجانية ووفر نقودك:
اشتركت في صحيفة "نيويورك تايمز" وخمس مجلات أخرى لسنوات، وكنت احرص على تجديد الاشتراكات للحصول على الأخبار الجديدة، كما كنت أُفضل تلقي هذه الأخبار على البريد. وبعد عودتي من عطلة طويلة حيث كان لدي متسع من الوقت لأنسى نفسي بين الكتب، بدأت أدرك أن هذه الاشتراكات كانت تمنعني من التعمق في القراءة؛ لذلك ألغيت جميع اشتراكاتي. إذاً، ماذا الفائدة من إلغاء جميع الاشتراكات الإخبارية؟ بالنسبة ليّ، فقد وفرت أكثر من 500 دولار في السنة والتي أنفقتها للحصول على حوالي 50 كتابًا سنويًا.
السؤال هو: ما الأفضل أن أحصل عليه بعد 10 أو 20 عامًا؟ هل مجموعة كتب ثمينة قرأتها وتعلمت منها على مر السنين؟ أم كومة من الصحف القديمة؟
وعلى سياق ذلك، دعونا لا ننسى المكتبات المحلية والتي يمكن أن تحصل عليها عن طريق تنزيل "Library Extension" للمتصفح الخاص بك، والذي يمكّنك من معرفة الكتب الإلكترونية المتوفرة مجانًا في أقرب مكانٍ لك.
ضاعف التجديد بين الكتب:
أدركت أنه لسنوات كنت أعتقد أن رف كتبي هو بمثابة غرض ثابت ذات طابع جمالي له مكانها الخاص في المنزل بجانب المزهرية. ولكن الآن، أنظر لهذه المكتبة على أنها مخلوق حي؛ يتحرك ويتغير باستمرار. ففي كل أسبوع أضيف إليها حوالي خمسة كتب وأتخلص من ثلاثة أو أربعة. أحصل على الكتب من خلال المكتبات التي تُعير الكتب، ومكتبة الكتب المستعملة الرائعة، والمتاجر المحلية المستقلة، وبالتأكيد عبر المكتبات الإلكترونية على الإنترنت. ونتخلص منها عندما نرسلها إلى الأصدقاء، أو نبيعها على محلات بيع الكتب المستعملة، أو نضعها في إحدى المكتبات للإعارة. ونتيجة لذلك، أصبحت أقرأ أكثر.
اقرأ الكتب الورقية:
قد تتساءل لماذا لا أقرأ الكتب الإلكترونية فقط على الجهاز المحمول؛ والذي قد يوفر كل الوقت والجهد للذهاب لشراء الكتب وإحضارها إلى المنزل وخارجه، وفي عصر أصبحت فيه مجموعات الأفلام والتصوير رقمية. ولكن، وجود مجموعة من الكتب في المنزل قد يساعدك على التعمق والانغماس في القراءة. وبما أن العديد منا ينظر إلى الشاشات طوال اليوم، فقد يكون حمل كتاب حقيقي بين يديك تغييرًا إيجابيًا.
طبق قاعدة الـ 10,000خطوة:
استقطاع الدقائق من وقتك للقراءة يشبه إلى حد ما قاعدة مشي 10,000 خطوة، والتي نطبقها أثناء تجولنا في المتاجر الغذائية، وركن السيارة في موقف السيارات، ثم المشي إلى المتجر والتبضع، أو عند ملاحقة أطفالنا واللعب معهم في المنزل. ستجد أنك أتممت الـ 10,000 خطوة في نهاية اليوم. وكذلك الأمر نفسه مع القراءة.
بالنسبة لي؛ كنت أقرأ هذه الكتب الخمسة سنويًا في أيام العطلات، أو أثناء الرحلات الطويلة. أما الآن؛ أقرأ طوال الوقت. لدي كتاب في حقيبتي أقرأه في جميع الأوقات، صفحة من هذا الكتاب، وصفحات من الكتاب الآخر وهكذا. بشكل عام؛ أقرأ الكتب الفكرية في الصباح عندما يكون عقلي جاهزاً للتعلم، وقصص الخيال في الليل قبل النوم حين يحتاج عقلي لبعض الهدوء والراحة. فبمجرد قراءة صفحات قليلة في أوقات متفرقة من اليوم ستجد أنك قد قطعت شوطاً طويلاً وقرأت الكثير.
قراءة ممتعة.
المصدر:
https://getpocket.com/explore/item/8-ways-to-read-a-lot-more-books-this-year