تسعة أمور غريبة تحدث لجسدك في الطائرة، وما الحلول المناسبة؟

ترجمة: ريم الجربوع

تدقيق: سارة القحطاني

مدة القراءة: ٧ دقائق

إنه أكثر من مجرد إرهاق السفر وألم في الأذنين! 

 

قد تشعر وكأن رحلتك قد بدأت للتو عندما تهبط الطائرة في مدينة أو ولاية أو دولة أخرى، ولكن بالنسبة للجسد فقد بدأت المغامرة عندما صعدت على متن الطائرة -ما لم تفسد عمليات إلغاء الرحلات خطط سفرك-. وعلى الرغم من أن التحليق في الأجواء وسيلة فعالة وسريعة للانتقال من النقطة "أ" إلى النقطة "ب “ إلا يخل بالجسد وأنظمته قليلًا.

التغير في الارتفاع والضغط قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض معينة. هناك عدد كبير من الأمور الرائعة والغريبة بعض الشيء التي تحدث لجسدك بين مرحلتي الإقلاع والهبوط. سيكشف الأطباء ماذا يحدث عندما تكون محلقًا في السماء، بالإضافة إلى تقديم حلول لدرء أي آثار جانبية غير مرغوب بها.

 

* ستصاب بالجفاف

هناك سبب يجعل العديد من المضيفين يقدمون الماء للركاب بكثرة. فالجفاف ليس شائعًا فحسب، بل إنه مضمون في سفرك. وكما يذكر طبيب العظام رالف إي هولسورث، طبيب معتمد من المجلس الطبي ومدير الأبحاث السريرية والعلمية لشركة إيسنشا واتر (Essentia Water)، أنك ستفقد لترًا ونصف من الماء في رحلة قصيرة مدتها ثلاث ساعات. ستشعر بالعطش، وقد تلاحظ أثره على بشرتك. ويوصي بالترطيب قبل رحلتك وأثناءها وبعدها، حتى تهبط دون الشعور بالعطش. وبإمكانك أيضًا استخدام مرطب أثناء رحلتك وبعدها لضمان حصول مسامك على العناية والحب والرعاية التي تحتاجها.

 

* ستعاني أذنيك من الضغط 

ذكرت جانيت نيسيوات، طبيبة الأسرة والطوارئ أن الارتفاع الشديد قد يتسبب في الصداع أو النعاس، ويمكنه أن يكون أيضًا قاسيًا على أذنيك. ويكون هذا أكثر حدةً إذا كنت مصاب بالبرد أو التهاب الجيوب الأنفية، حيث تذكر أن المخاط والاحتقان يزيدان من الضغط.

ولهذا السبب، فإنه من غير المستحسن أن تسافر برحلة طويلة إذا كنت مريضًا، وليس لأنك قد تعرض الركاب الآخرين للخطر فحسب، ولكن الطبيب نشيوات يذكر أن فترات الطيران الطويلة يمكن أن تسبب ألم شديد في الأذن، أو تغيرات في السمع، أو في أسوأ الحالات فقدان السمع. إذا كنت بصحة جيدة ولكنك حساس لهذه الأعراض، فمضغ العلكة وسيلة فعالة لتخفيف الضغط بأذنيك.

 

* قد تشعر بالحزن

استماعك إلى أغانيك المفضلة، وأشعة الشمس تسطع من النافذة الصغيرة على بشرتك، وارتداء ملابسك المفضلة للسفر، من المفترض أن يكون كافيًا لجعلك متحمسًا لقضاء إجازتك، ولكن هل تشعر بالحزن قليلاً؟ يذكر لآرون ألكسندر، مدرب الحركة، ومعالج يدوي، ومؤلف أنك قد تشعر ببعض الحنين إلى الماضي دون أن تتمكن من لف رأسك حول المصدر؛ قد يكون وجودك في الطائرة مبررًا لهذا كله.

يوضح أن مقاعد الطائرة مصنوعة بشكل لتجعل وضعية عامودك الفقري يشابه وضعية الجمبري الحزين، وهو نمط وضعي يقلل من مستويات هرمون التستوستيرون، مما يسمح لجسدك بتذكر ذكريات حزينة بسهولة أكبر من المعتاد. ويقترح ألكساندر أن تضع إما سترة سميكة أو معطف أو وسادة أو علبة ماء صغيرة خلف عمودك الفقري -المنطقة خلف قلبك- لتعديل وضعية عمودك الفقري إلى وضع أكثر استقامة أثناء الرحلة وإبهاج نفسك.

 

* قد تتعرض للإشعاع

ماذا؟!  تنفس ولا تذعر نفسك بالتفكير بعدد رحلاتك العام الماضي، الأمر ليس مخيفًا كما يبدو. تذكر الخبيرة الطبية جيل كارناهان، الحاصلة على شهادات من المجلس الأمريكي للطب التكاملي (ABoIM)، وأكاديمية الصحة والطب التكاملي (ABIHM)، وبرنامج شهادة الطب الوظيفي (IFMCP)، ومستشارة في شركة ترو نايجن (Tru Niagen)، أن أول ما تواجهه أجسادنا أثناء الإقلاع هو زيادة الإشعاع الجوي. هذا أمر طبيعي جدًا، وذلك لأننا نبعد عن الأرض ارتفاع 30 ألف قدم أو أكثر.

كما تذكر الطبيبة كارناهان: "يتسبب الإشعاع في تلف الحمض النووي للخلايا والإجهاد التأكسدي، على غرار الأشعة المقطعية أو الأشعة السينية". إذن ماذا يحدث لأجسادنا؟  أمر غير ملحوظ، خصوصًا إذا كنت تسافر مرة واحدة في الشهر أو بضع مرات كل عام. وتذكر كارناهان أن الطيارين والمضيفين أكثر عرضة للإشعاع لكثرة سفرهم.

 

* ستشعر فورًا بالتعب، وقد تواجه صعوبة بالتنفس

ضغط المقصورة قد يكون سببًا بيولوجيا لنوم صديقك لحظة وصولكم لارتفاع الطيران. كما توضح الطبيبة هولسورث، تنخفض مستويات الأكسجين بنسبة 75٪ عندما تكون على متن طائرة، مما يسبب أعراضًا عديدة، تشمل الخمول، والصداع، أو الدوخة.

إذا كنت شخصًا يعاني من أمراض القلب أو مشاكل في الرئة، تذكر الطبيبة كارناهان أن الطيران يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بنقص الأكسجة، وهو انخفاض في تشبع الدم بالأكسجين. وتقترح عليك أخذ جهاز تنقية هواء صغير محمول لضمان تنفسك بعمق من الحجاب الحاجز لمنع ذلك.

 

* قد تزداد عرضتك بالإصابة بخثرات دموية

من المؤكد أنك سمعت عن احتمالية الإصابة بخثرات دموية عندما تسافر بالطائرة لوجهة جديدة، ولكن هل تعرف السبب؟ يوضح الطبيب هولسورث أن السبب هو جلوسك لفترة طويلة أثناء مرور الطائرة بتغيرات الضغط الجوي المنخفض. ويذكر: "يزيد محتوى الماء المفقود داخل الأوعية الدموية من سمك الدم الوريدي، والذي من المحتمل أن يتجمع في الأطراف السفلية، مما يزيد من خطر الإصابة بخثرات الدم."

قد تكون خثرات الدم في بعض الأحيان وراثية، لذا إذا كان والداك قد عانوا منها، فمن المهم أن تضع في اعتبارك احتمالية اصابتك أيضًا. ويذكر الطبيب هولسوورث أن النهوض من مقعدك عندما لا يكون ضوء حزام الأمان مضاءً سيحافظ على تدفق الدورة الدموية بشكل طبيعي. بإمكانك أيضًا الاستثمار في زوج من الجوارب الضاغطة على ربلة الساق والتي تصنع العجائب، وذلك لأنها تساعد في تحريك الدم بسهولة أكبر.

 

* قد تنتفخ ساقيك

هل سبق لك أن شاهدت شخصًا يسير ببطء على متن طائرة وكاحليه منتفختان جدًا بشكل لا يصدق؟ يذكر ألكساندر أن هذا يحدث عادة بسبب الجلوس لعدة ساعات، مما يسمح بتراكم السوائل في الأطراف السفلية. فانفتاح الساقين فجأة لا يهدد الحياة أو يشكل خطرًا ولكنه بالتأكيد مزعج. كما يذكر: "يمكنك تجنب ذلك بارتداء زوج من الجوارب الضاغطة للمساعدة في إعادة الدم إلى القلب وضخه مجددًا ومنع تخثره في ساقيك".

 

* قد تمرض

مهما حاول بعض الأشخاص وحرصوا على ألا يمرضوا، إلا أنهم يصابون بالزكام في كل مرة يسافرون فيها. يذكر ألكساندر أن هناك العديد من العوامل تؤثر على جهازك المناعي، بدءًا من وصولك إلى المطار.  كما يذكر أيضا أن المطارات تعد أحد الأماكن الأكثر خطرًا لالتقاط الجراثيم غير المألوفة. فإنه من المهم غسل يديك بكثرة والانتباه لكل ما قد تلامسه، وذلك لتواجد عدد كبير من الأشخاص في المطارات.

وينطبق ذلك على مقاعد الطائرة أيضًا، حيث أنها كثيرًا من الأحيان لا تنظف جيدًا في بين الرحلات. وقد يزيد الهواء الفاسد وسعال الركاب وعطاسهم من احتمالية الإصابة بالمرض. وتذكر سيما سارين، طبيبة الطب الباطني المعتمدة من المجلس الطبي، أن طاولة الطعام والحمامات تعج بالجراثيم.

وتذكر "يمكن لفيروس البرد والبكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، العيش على هذه الأسطح لمدة تصل إلى أسبوع. والذي يمنعك من الإصابة بالمرض هو نظامك المناعي، والذي يبدأ بمحاربة عدد الجراثيم الهائلة بشدة. ومع ذلك، فنسبة اصابتك بالزكام تزيد أثناء السفر بالطائرة." كما يقترح ألكساندر لحماية نفسك، أن تكثر من تناول فيتامين سي الموجود في الحمضيات قبل رحلتك وأثناءها وبعدها، واستخدم معقمًا طبيعيًا لليدين أو بعض زيت شجرة الشاي.

 

* ستتلاشى حاسة تذوقك 

هناك احتمالات ضئيلة أنك قد وصفت طعام الطائرة بأنه لذيذ -ولكن قبل أن تترك تعليقا سلبيا عن شركة الطيران على موقع يلب (Yelp)- تذكر الطبيبة سارين أن السبب ليس جودة الطعام، بل ردة فعل جسدك عندما تكون في الطائرة. كما تذكر أنه يمكن للجو في مقصورة الطيران عند الوصول إلى ارتفاع الطيران أن يقلل من القدرة على تذوق الأطعمة الحالية والمالحة بنسبة 30% وهذا قد يجعل الطعام بلا مذاق.

وتذكر الطبيبة سارين: "مع دوران الهواء باستمرار عبر نظام التهوية، يمكن أن تقل حاسة شمك بسبب انخفاض الرطوبة. ولتعقيد الأمور أكثر، إذا توترت على متن الطائرة، يمكن أن يساهم ذلك في ترك مذاق سيئ في فمك، وغالبًا ما يؤدي ذلك كله إلى تجربة تناول طعام أقل من ممتازة."

 

 

المصدر:

https://www.realsimple.com/work-life/travel/travel-planning/air-travel-flying-effects-on-body

 

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 0 )