المترجم الشفوي والسلامي
ترجمة: نعيمة الرسن
تدقيق: تهاني رماني
مدة القراءة: ٦ دقائق
"السلامي" هو مصطلح يُطلق على إحدى أساليب الترجمة والتي تطرّقنا لها خلال فترة التدريب في الكلية. وبمجرد الحديث مع مدربين الترجمة الشفوية عن هذه الطريقة ستجد البعض يتساءل لماذا نطلق عليها مصطلح "السلامي" بينما يوجد لها مصطلح مناسب تماماً وهو "التجزئة". وفي الحقيقة من الصعب لفظ مصطلح "السلامي" أو المصطلح المعروف سابقاً باسم التجزئة.
أقدم لكم في هذا المقال بعض الأمثلة المحددة والمحايدة لغوياً والتي كانت سبباً في انتشار طريقة السلامي (بما في ذلك الاستفهام البلاغي). قد عملت كمترجم شفوي في أحد مؤتمرات المبيعات والتسويق البارزة، ودونت بعض الأمثلة من هذا العمل، بحيث استطعت التغلب على المعضلات التي واجهتني حتى مع المتحدثين الصعبين باستخدام بعض الاستراتيجيات التي تعلمتها خلال فترة تدريبي كمترجم شفوي للمؤتمرات. كيف تمكنت من تفسير وتدوين الملاحظات حول تقنيات الترجمة في الوقت نفسه؟ كل ذلك بسبب طريقة السلامي التي حررت المساحة الإضافية في رأسي وأتاحت لي الفرصة لتدوين الملاحظات.
السؤال البلاغي: وهو التكنيك المفضل لدي وقد أفرط في استخدامه خاصة مع المتحدثين السريعين أو حينما أشعر بالتوتر لعدم وضوح وجهتهم في الحديث. لذلك استخدام السؤال البلاغي ساعد على توفير طاقتي في التحدث، وسهل متابعة تفسيري وترجمتي الشفوية.
إليكم بعض الأمثلة على ذلك:
"لكن سبب حبي لهذا هو...... " تُصبح " لماذا أحب هذا؟" إذ كنت عالقاً بين ضيق وقتك وحالتك الذهنية اِنسى السؤال البلاغي وبكل بساطة قل:" يعجبني ".
" السبب في ذلك هو....... " تتبدل إلى سؤال بسيط وهو: " لماذا".
" لقد فعلنا الكثير خلال السنوات القليلة الماضية من حيث ..." تُصبح "ماذا فعلنا في السنوات القليلة الماضية؟ لقد ..."
السلامي: يتشابه هذا التكنيك تماماً مع أسلوب السؤال البلاغي، بحيث تأخذ جزءًا من المعلومات في أسرع وقت ممكن ثم تقوم بتحويلها إلى جملة فردية (أو سؤال) حتى لو لم يكمل المتحدث جملته.
وهذا ما يبدو عليه الأمر:
" الشيء الآخر الذي قمنا به هو ....... " تُصبح " لقد فعلنا شيئاً آخر".
"ما لفتني في قصتك على الرغم من أنها فريدة من نوعها، إلا أن لها العديد من القواسم المشتركة مع قصص الآخرين" تُصبح " أعجبتني قصتك؛ إنها فريدة من نوعها، ولكن فيها الكثير من القواسم المشتركة مع قصص الآخرين".
" قبل أن أبدأ العمل، سأقدم ضيفنا التالي" تُصبح "سأبدأ العمل، لكن أولاً سأقدم ضيفنا التالي".
ما المفيد في تطبيق هذه الطريقة؟ وما الخطأ في ترجمة الكلام كما هو؟ في الواقع، لا شيء. لا يبدو الأمر معقداً للغاية، أليس كذلك؟ إلا عندما يبدأ المتحدث بتكرار نفس الكلام: " لكن سبب حبي لهذا هو- وأحب ما قاله مايك حول هذا الموضوع من قبل- هل هذا بسيط جداً، أعني عندما نقوم بدراسة استقصائية لآراء عملاءنا، ما يريدونه هو .... - وكلنا نعلم أننا هنا للتركيز على ما يريده العميل ..." ستكون سعيدًا لأنك حولت الجزء الأول من الجملة إلى سؤال بلاغي أو جملة قصيرة، وأزلته من لوحة الإدراك لديك حتى لا تحاول تتبع الهفوات المجنونة لشخص ما خارج النص، أو شخص يتبع نصاً سيئاً.
كل شي ممكن بطريقة السلامي مثل:" لماذا أحب هذا؟ قالها مايك سابقاً. الأمر بغاية البساطة. نقوم بعمل دراسة استطلاعية لحصر آراء العملاء ومن ثم معرفة مطالبهم وسنركز على ذلك فقط". تبرز فائدة تلك التقنية أيضاً مع المتحدثين السريعين؛ فكل ما كانت كمية المعلومات التي تفصح عنها قليلة ومختصرة، أصبح لديك الوقت للاستماع وفهم المتكلم ومعرفة توجهه في الحديث؛ وبالتالي لن تفقد مسارك بالترجمة.
الحِيَل الشائعة وخاصة عند العمل على لغتك الثانية:
منذ انتهاء فترة تدريبي، عملت بشكل مكثف على لغتي الثانية دون غيرها أثناء الترجمة الشفوية، وفي الوقت نفسه حرصتُ على تعلم بعض القواعد مثل صيغة الفعل المضارع ومصادر الأفعال.
وهذه بعض الأمثلة:
" لم نكن لنلتقي لولا هذه المنظمة " تُصبح " التقينا بسبب هذه المنظمة".
"إذا ارتفعت مبيعاتك بشكل كبير، ستتغير حياتك" تُصبح " ارتفعت مبيعاتك، تغيرت حياتك".
" لا يمكنني إخبار فريقك بأي شيء لم تخبرهم به من قبل" تُصبح " سبق وأن ذكرت لفريقك كل شيء".
" لا أستطيع التفكير في طريقة أفضل للاحتفال من هذا الحدث" تُصبح " هذا الحدث هو أفضل طريقة للاحتفال".
من البديهي أن تكون ذاكرة المدى القصير هي عنصر أساسي للترجمة الشفوية، ولكن بالنظر إلى تلك الأمثلة، يمكنك أن ترى أننا نستخدمها أيضاً بشكل متزامن. فكلما كانت ذاكرتك الوجيزة أفضل، كلما طال تباطؤك، بالتالي تزداد قدرتك على استخدام هذه الأساليب كلما تعقد الأمر. إنها عملية تخزين مستمرة، أو قد تكون إعادة ترتيب واصطفاف أجزاء صغيرة من المعلومات والتي يتم إيصالها فيما بعد إلى المستمع.
حتى لا يظن أي شخص أن إتقان بعض تلك الأساليب هي بمثابة رصاصة سحرية، فلا شيء من ذلك يعتبر بالأمر المهم أبداً إلا إذا كنت مرتاحًا ومستعدًا ولديك فريق رائع. بعد انتهاء فترة تدريبي التي دامت لمدة عامين، استغرقت عاماً من العمل للتعرف على هذه الأساليب، وما زلت أعمل عليها. هل تستخدم هذه الأساليب في أعمال الترجمة الخاصة بك؟ وما هو التكنيك المفضل لديك؟
المصدر:
https://thatinterpreter.com/when-lagging-behind-is-a-good-thing/amp/?__twitter_impression=true
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب
رباب