حال الترجمة الطبية في عام ٢٠٢٠ ومالذي تحتاجه في عام ٢٠٢١

ترجمة: مريم العامر

تدقيق: سارة القحطاني

مدة القراءة: ٦ دقائق

ستنظر كل صناعة إلى عام ٢٠٢٠ بأنه عامًا محوريًا بكل ما حمله من خسائر وأرباح. فقد حطمت جائحة كورونا (كوفيد-١٩) العديد من القطاعات بسبب قيود الإغلاق الصارمة وحظر التجول ومنع السفر وغيرها من التدابير الوقائية. من جهة أخرى، كان لبعض القطاعات الحظ الوفير من انتشار فيروس كورونا مثل محلات بيع المواد الغذائية وأدوات التمارين الرياضية والمستلزمات الصحية.

 

كثفت بعض القطاعات جهودها من أجل قيادة الحرب ضد الوباء العالمي، وأحرز قطاع الترجمة الطبية تقدمًا مذهلًا في عام ٢٠٢٠ وشكّل جهودًا دولية جماعية للتعامل مع فيروس كورونا وسلط الضوء على نقاط الضعف التي يجب معالجتها في عام ٢٠٢١. 

 

كيف قاد قطاع الترجمة الطبية الحرب المبكرة ضد فيروس كورونا (كوفيد-١٩)؟

وضعت جائحة كورونا (كوفيد-١٩) العالمية الخدمات الطبية تحت ضغط شديد مما أسفر عن مقتل مايقارب ١,٥ مليون شخص، وتعرض الملايين الذين يعانون من مشاكل صحية لخطر أكبر بمنع الكشف الطبي الروتيني أو تأجيله. 

في الوقت نفسه، كانت الإستجابة الدولية للجائحة مختلفة عن أي وقت مضى خاصة فيما يتعلق بجهود السلطات الطبية والعلماء الذين يعملون على تطوير الللقاحات والعلاجات الجديدة. حيث أحرز تطوير اللقاحات الذي يستغرق عادةً عقودًا أو عدة سنوات تقدمًا ملحوظًا في غضون أشهر مع وجود عدد من اللقاحات التي دخلت مرحلة التجارب البشرية. 

لم يكن من الممكن تحقيق ذلك لولا التعاون الدولي من الخبراء الطبيين حول العالم. فقد أشار المدير الإكلينيكي للتطوير والابتكار لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا البروفيسور طوني يونغ أثناء حديثه في الحلقة الصوتية في موقع (Citywire Funds Fanatic) حول إستجابة المهنيين الصحيين داخل الهيئة وخارجها. 

وقال: "مدت عدة منظمات يد العون سواءً كانت من مجموعات التكليف السريرية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أو كانت من منظمات تبادل البيانات ومشاركتها". 

وقال أيضًا: "كان التعاون سريعًا وأتساءل كيف يمكننا الحفاظ عليه وماهي الدروس التي يمكن أن نتعلمها؟ فبمجرد أن نتخيل إستمرار ماحققناه الآن والمحافظة على نفس المعدل فيما يتعلق بقطاع الخدمات الطبية، أو الممولين، أو مفوضي الرعاية الصحية للعمل معًا فهذا نجاح باهر يمكنه تغيير مستقبل الرعاية الصحية وعلوم الحياة!"

 

بينما كانت حواجز الحماية السياسية واللغة تقف عائقًا أمام التقدم الدولي في مواجهة الأزمات الصحية في السابق؛ فقد حققت الحرب المشتركة للتصدي لجائحة كورونا (كوفيد-١٩) الهدف في التعامل مع الوباء العالمي. 

أعاقت الحماية السياسية واللغة في الماضي التقدم الدولي في مواجهة الأزمات الصحية، ولكن الآن ساعدت التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الترجمة الطبية الخبراء حول العالم بأن يتعاونوا ويتشاركوا النتائج معًا دون أن تتسبب مشاكل الاتصال في إبطاء التقدم. 

تتجلى النتائج بوضوح في التطور السريع للقاحات، لكن في الوقت نفسه حثت السلطات على إعادة النظر في مستقبل التعاون الطبي الدولي. 

 

نقاط الضعف التي يجب معالجتها في عام ٢٠٢١

في حين أن جائحة كورونا (كوفيد-١٩) حققت أفضل النتائج في الاستجابات الطبية الدولية إلا أنها سلطت الضوء على أكبر مشاكل الترجمة التي نواجهها. كتبت العالمة اللغوية غريتشن ماكولوتش في عام ٢٠٢٠ أن جائحة كورونا أكبر تحدٍ في التاريخ للترجمة. بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي وباء يسمى "الوباء المعلوماتي".

من أكبر تحديات العصر هو تقديم النصائح والإرشادات الصحية للأشخاص بلغتهم الأم. شكّل هذا الأمر مشكلة كبيرة للحكومات خاصة عندما بدأت في تنفيذ قيود منع السفر وفرض حظر التجول للسياح الذين لايزالون داخل البلاد. ولاتزال هذه المشكلة قائمة عند المقيمين في البلدان التي تتحدث لغة مختلفة عن لغتهم الأم. 

هذه المشاكل ليست فريدة من نوعها في ظل جائحة كورونا (كوفيد-١٩)؛ فقد شاهدنا مثل تلك المشاكل أثناء تفشي فايروس إيبولا في أفريقيا، والكوارث الطبيعية في جمهورية هايتي. أكثر المتضررين من تلك المشاكل هم الذين لا يتحدثون بنفس لغة البلد التي يتحدث بها العاملون في مجال الإغاثة والمنظمات الوطنية. فقد تم التأكد من تلك الفجوة أثناء إنتشار فيروس كورونا (كوفيد-١٩)، وكشف مدى التقدم الذي يجب إحرازه في عام ٢٠٢١، وإذا كان العالم سيجد طريقة للتغلب على هذا الوباء أو التعايش معه. 

اليوم، لدينا كل أساليب الترجمة الطبية وتقنيات الترجمة التي بإمكانها أن تسد هذه الفجوة اللغوية. لكن تحتاج المنظمات في جميع أنحاء العالم أولًا إلى الاعتراف بحاجتها إلى الوصول الشامل للمعلومات؛ لكي تتغلب على " الوباء المعلوماتي" الذي تتحدث عنه منظمة الصحة العالمية (WHO) .

بالفعل لدينا الأدوات اللازمة لمواجهة هذا التحدي ولكن ضمان توفر المعلومات بآلاف اللغات المستخدمة في أنحاء العالم حاليًا يعد مشروعًا ضخمًا بكل المقاييس. لذا يتعين على جميع الدول العمل معًا من أجل تجنب فقر اللقاحات والعلاجات –خاصة في المجتمعات الفقيرة التي تواجه تحديات اقتصادية– لأنها مسؤولية جماعية تساعد في التغلب على فقر المعلومات الذي أصبح أمرًا بارزًا بشكل كبير في عصر مابعد الجائحة.

 

 

المصدر:

https://www.translateplus.com/blog/medical-translation-in-2021/

 

انسخ الرابط
أضف تعليق تعليقات الزوار ( 0 )